Articles Arabic

اقتلوا قاتل الكلب

سنبدأ في هذه الحلقات نتحدث قليلاً بلغة الحيوانات عسى ولعلهُ (بما إن لغة الانسان لم تجدي نفعاً) ونستهل كلمتنا هذه بمقدمة او قصة قصيرة جائت على لسان نزيه الاحدب في برنامجه (فوق السلطة) ومن ثم نتعرج الى الداخل قليلاً!!

كان هناك عجوز يسكن مع اولاده قرية من قرى العراق الجميلة وكان لهم كلب شرس يحمي بيوتهم وحلالهم من كل خطر خارجي. في يوم من الايام قام احد الغرباء بقتل الكلب.

الأولاد: يا عجوزنا، يا والدنا لقد قتلوا الكلب!

العجوز: اذهبوا واقتلوا قاتل الكلب.

الأولاد: ماذا بك يا عجوزنا! هل نقتل إنسان من اجل الكلب ! اتركوه لقد كبِبر ولا يعي ماذا يقول قال الاولاد.

بعد اسبوع هاجم قُطاع الطرق وسارقي الماشية حلال العجوز وسرقوا معظم ماشيته وحيواناته.

الأولاد: يا والدنا العجوز لقد ضربنا الإعصار فقد قاموا بسرقة كل حلالنا فماذا علينا فعلهُ!.

العجوز: اذهبوا واقتلوا قاتل الكلب.

الأولاد: لقد جنً هذا العجوز، نقول له نهبوا حلالنا وهو يطلب منا البحث عن قاتل الكلب وقتله! اتركوه فهو لا يدرك ماذا يقول.

شائت الاقدار أن هاجموا احدهم بنت العجوز وخطفها سَبيتاً.

الأولاد: يا كاهلنا لقد سبوا شقيقتنا الوحيدة واخذوها لهم فماذا علينا أن نفعل؟

العجوز: اذهبوا واقتلوا قاتل الكلب.

الولد البكر: لقد جنً جنوني من تخريفات هذا العجوز ولكن لم يبقى لي حيلة وسوف ابحث عن قاتل الكلب وافعل ما يطلبه هذا العجوز لنرى ماذا يعني ولماذا يصر على قتل قاتل الكلب.

اخذ الولد البكر سيفه قاصداً قاتل الكلب وعندما صادفه فصل رأسه عن جسده.

إنتشر الخبر في كل القرى المجاورة ووصل ذلك ايضاً الى سارقي الماشية فقاموا بالتشاور مع بعضهم وقرروا إعادة كل الحلال الى اهله (إذا قتلوا إنسان من اجل كلب فماذا سيفعلون بنا إذا علموا بفعلتنا)!

وفي نفس الوقت سمع خاطف بنتهم بمصير قاتل الكلب فدخل الرعب في عيونه وطلب من وجهاء قومه للذهاب الى العجوز والإعتذار منه وطلب يد بنته لتكون له زوجه في الحلال. انتهى.

لنعود الى موضوعنا الرئيسي وهو مسألة قتل المسيحيين الابرياء في بغداد وغيرها من المدن العراقية. فالقتل مستمر منذ عقود لا بل قرون ولكنه يختلف هذه الايام عن الماضي وذلك لطلاقة القاتل الحقيقي. فالقاتل هنا ليس إلا شخصاً مؤجراً او مغرراً به او مضحكاً عليه من قِبل القاتل الحقيقي. يكتب البعض هنا او هناك فرحاً بقولهم: لقد اجتمع السيد البطريرك برجال الدين المسلمين من الشيعة والسنة لبحث التداعيات وكان شعار اللقاء التآخي والعيش المشترك ولكنه لا يعي او يا يفقه او حتى لا يقول منذ متى لم تكن تلك الشعارات واجهة إعلامية! منذ متى كانت الشعارات التلفزيونية اقتلوا المسيحي! ولكن هل الشعار يتم تفعليه او التعاليم الممنهجة المنسوخة في الجمجمة!. فالموضوع ليس بيد البطريرك ساكو او بيد المطارنة مما هو بيد القاتل الحقيقي. أي نعم هناك الكثير عليهم فعله ولا نطلب منهم أن يأخذوا السيف ويبحثوا عن القاتل بل لا نطلب منهم غير صرغة قوية وأمام كل المحافل الدولية. صرغة لا تتوقف حتى يُقتل القاتل الحقيقي.

القاتل الحقيقي هو رجُل العمامة الذي يبث السموم في رأس القاتل المؤجر. الآيات التي تدعوا الى قتل المشركين والنصارى والغير المنضوين تحت مذهب الإمام حنيفة (يا ساتر) هي الوجوب البحث عنها وتغيرها (على الاقل تغير نهجها)!.

عندما كان صدام يعلق جثث البعض في الشوارع كنا نستنكر ونشجب وندين (على الاقل بيننا وبين انفسنا) وكنا نستغرب من تلك الافعال الهوجائية ولكنه كان يعلم لماذا كان يفعل ذلك.

إذا علم القاتل الحقيقي بأنه سوف تُعلق جثته في الشوارع سوف لا يُقتل اي مسيحي في العراق ولكنه طليق حُر معزز ومكرم فكيف لا يجد مَن يقوم له بذلك؟.

وزراة الاوقاف والشؤون الدينية من اكبر الوزارات في العراق (اموت واعرف شنو منفعة هاي على العراق)! وهي مرتبطة بشكل وثيق بالحكومة وبأغلب رؤساء الاحزاب والكتل البرلمانية فكيف لكم الخلاص من القاتل الحقيقي!

إذاً لا حل ولا خلاص لكم إلا البحث عن القاتل الحقيقي والقاتل الحقيقي هي التعاليم فكيف لكم أن تقتلوا التعاليم (المسألة صعبة) ولكن ليس لكم خيار آخر. كل الكلام والقال والقيل الآخر لا معنى له. المعنى والحياة المتبقية هي الصرغة التي طالبناها في إجبار الحكومة والدولة في فصل وزراة الاوقاف عن اي مشروع سياسي (اي فصل الدين عن الدولة! ولكن خوفي من أن جماعتنا لا يوافقون على ذلك الفصل (مو صاروا كلهم سياسيين)! لا امل ولا مستقبل لكم غير في ذلك الفصل وتحويل الدولة المذهبية الى دولة علمانية تقتل القاتل الحقيقي إذا ما خرج من صومعته للشارع. لا بس الجماعة فرحانيين في الإنتخابات معتقدين إذا مافازوا في مقعد إنتخابي عن القائمة الشيعية سوف يحصل ذلك الطلاق (والـله مسخرة). لهذا سنكرر اليوم ايضاً يجب ان لا تستمروا في الضحك على ذقونكم وبالتالي على وجه المواطن الفقير فلا خلاص لكم غير البحث عن نقطة الصفر (شنو متصدكون)؟ …

نيسان سمو

15/03/2018

About the author

Kaldaya Me

Comment التعليق

Click here to post a comment
  • واضحة كوضوح الشمس فليفهم البطرك بأن القاتل الحقيقي للمسيحيين حر وطليق ولايستطيع احد ان يقتله اذن حث البطرك المسيحيين على البقاء ووقف هجرتهم ماهو الا عدم مبالته بقتل المسيحيين ونراه كلما حدثت مشكلة كبيرة سافر خارج العراق هربا من مواجهة الموقف تاركا رعيته تنهش بها الذئاب

Follow Us