Articles Arabic

مسيحيو الموصل يرفضون العودة لعدم ثقتهم في الوضع الأمني

عمر الجبوري

الموصل ـ «القدس العربي»: رغم استعادة الموصل بكاملها من سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) لكن مسيحيي المدينة لا يزالون يرفضون العودة إليها خشية من إضطراب الوضع الأمني فيها أو حتى عودة نشاط الجماعات المسلحة التي كانت تستهدف الأقليات الدينية والعرقية.

مواطنون مسيحيون، أكدوا لـ«القدس العربي» عدم وجود رغبة لديهم بالعودة إلى المدينة لعدم ثقتهم بالحكومة العراقية، وذلك لعدم قدرتها على حمايتهم.

وقالوا إنهم يفضلون البقاء في إقليم كردستان أو الهجرة إلى خارج البلاد، لأنهم عانوا من بطش الجماعات الإرهابية على مدى 14 عاماً قبل سيطرة التنظيم على المدينة، والذي قام هو أخيرا بتهجيرهم ونهب أموالهم ومنازلهم.

أبو رامي، أحد سكان المدينة، أكد لـ«القدس العربي»: أنه «يحب مدينته كثيراً، ولكنه يخشى العودة إليها خوفاً على حياته وحياة عائلته»، مضيفاً أنه «لا يستبعد أن يعود نشاط تلك الجماعات وسيكون المسيحيون أكثر الأقليات استهدافاً وعرضة للقتل».

وبين أن «المسيحيين تعرضوا للقتل والتصفيات خلال السنوات الماضية، ولم تستطع الحكومة حمايتهم ما جعل الأغلبية منهم تترك البلد وتهاجر إلى أوروبا ودول العالم الأخرى، ولم يبق إلا القليل منهم وأغلبيتهم في محافظات كردستان».

وأشار إلى أنهم «خسروا الكثير من ممتلكاتهم وأموالهم خلال سيطرة داعش على المدينة الذي استباحها واعتبرها غنائم حرب، وهم ليسوا على استعداد لأن يبنوا حياتهم من جديد، ومن المحتمل أن يخسروا مايبنون مرة أخرى بسبب مايشهده العراق من اضطرابات أمنية وسياسية بشكل مستمر على مر السنين، موضحا «من الأفضل أن نبني حياتنا خارج العراق أو البقاء في كردستان على الأقل».

أما يوسف متى فقال لـ«القدس العربي»: «من الممكن عودة المسيحيين إلى المدينة في حال تم إنشاء إقليم لهم في سهل نينوى، وتشكلت قوات من تلك المناطق لحمايتهم أسوة بإقليم كردستان الذي ينعم بالأمن عكس مايجري في المحافظات العراقية الأخرى»، مبيناً أن «نصف عائلته خارج العراق والنصف الآخر يفكرون باللحاق بمن سبقهم للخارج».

وأضاف أن «الأوضاع الحالية لا تشجع المسيحيين على العودة، حيث أننا لا نملك الثقة بالحكومة العراقية، وعلينا نحن كمسيحيين العيش في إقليم مستقل إدارياً وأمنياً حينها يمكننا العيش في العراق، وإلا لايمكن لمن هاجروا واستقروا خارج العراق أن تطلب الحكومة العراقية منهم العودة، فحياتهم في تلك الدول أفضل بكثير مما كانت عليه في العراق».

كذلك أوضحت أم مايا أن «عمليات التهجير القسري لم تكن في الموصل فقط، بل سبقتها عمليات تهجير في العاصمة بغداد وقد اغتيل كثير من المسيحيين فيها»، مبينة أن «عقارات وأملاك المسيحيين قد تم الاستحواذ عليها من قبل بعض المتنفذين وقاموا بتحويلها بأسمائهم في مناطق حيوية في العاصمة بغداد».

وأضافت أن «تنظيم داعش قام بإكمال مسلسل التهجير ضدنا حتى أصبحنا بلا وطن وصرنا مشردين في مختلف دول العالم»، وقالت إنها «تتمنى العودة إلى منزلها ولكنها تشعر أن حياتها ستكون في خطر، حيث أصبح من الصعب أن يعود العراق ويستقر الوضع الأمني فيه».

صباح من مسيحيي الموصل أيضاً قال إن «المسيحيين قد تعرضوا لأكبر عملية تهجير في تاريخ العراق على يد تنظيم داعش»، محملاً الحكومة العراقية المسؤولية التي لم تقم بحمايتهم وتركتهم تحت رحمة الإرهابيين.

وأضاف أنهم «بدأوا يشعرون بأنهم غير مرحب بهم في العراق وكثير من الأطراف تحاول إفراغ العراق من جميع الأقليات الدينية والعرقية».

وأعتبر أن «النزاعات الطائفية في البلاد لايمكن إنهاؤها لأن هناك جهات سياسية مستفيدة من هذه الصراعات».

http://www.alquds.co.uk/?p=889198

 

About the author

Kaldaya Me

التعليق

Click here to post a comment
  • عندما رفضت رئاسة الكنيسة المسيحية في العراق الحماية الدولية للمسيحين أصبحوا تحت مطرقة التهديد والقتل ولعدم تمكن الحكومة من حمايتهم ضد الارهابين وتأمين حياة مستقرة وآمنة لهم فليس هناك أية خيارات امام المسيحين سوى الهروب والهجرة الى خارج بلدهم بعد ان تركو جميع ممتلكاتهم واموالهم وهم على يقين انه لاعوده لهم الى وطنهم بعد ماعانوه من ظلم واضطهاد من جميع الأطراف

  • هل يستطيع البطرك لويس ساكو ان يعيش او يتجول بدون حماية
    فكيف يستطيع المسيحي العودة الى الموصل بدون ان تضمن له الحماية الكافية لكي يعيش بأمان ولماذا لم يطالب البطرك الحكومة العراقية عن تعويضات لمسيحي الموصل الذين تركو بيوتهم واموالهم وجميع ممتلكاتهم ولماذا لم يطالب بجلسة للأمم المتحدة حول اضطهاد المسيحين في العراق بدلاً من سفراته المتكرره التي لامعنى لها خاصة سفرته الى الهند وإيران وغيرها

  • السيد بهجت التلكيفي المحترم

    ليس لدى البطرك وقتاً لمطالبة الحكومة العراقية او مطالبة مجلس الأمن او تعويضات فهو مشغول جداً بنفسه وسفراته وحبه للمظاهر والفخفخة ولايهمه شي سوى منصبه فما فايده التقاؤه بالسياسيين ومسؤولي الأحزاب هل هي لصالح المسيحين
    الجواب كلا انها لصالح احتفاظه بالكرسي الرئاسي للكنيسة وليكن بعدها الطوفان

  • لايزال حتى هذه اللحظة مسيحي العراق يقتلون والقادة السياسيين والدينين صامتون اليس الاصح ان يتم نقل مقر البطريكية من بغداد الى أمريكا حيث توجد اكبر ابرشيتن في العالم بعد ان تبين انه من غير الممكن للمسيحين العيش في هكذا بلد يختلط فيه الحابل بالنابل واعتقد ان البطريكية بدون بطرك افضل بكثير من وجوده الرافض للمسيحين بالهجرة

  • السيد ابن القرية المحترم
    سبق وان اقترح سيادة المطران سرهد جمو من فترة طويله بان يتم نقل البطركية الى أمريكا بهذا ستكون اكثر قوية وباستطاعتها التحرك عالمياً وعلى كافه المستويات وجعلها كنيسة قوية ولَم شمل جميع المسيحين في العالم
    لكن ذو المصالح الشخصية رفضوا ذلك حفاظاً على مناصبهم وليس غيرتهم على الكنيسة ورعيتهم وها هم الان في حيرة من امرهم وفِي حالة يرثي لها

  • لدى سيادة المطران سرهد نظرة ثاقبة للامور ويسعى جاهدا مع الابوين بيتر ونوءيل وكل الخيرين ان يجعل من كنيستنا الكلدانية كنيسة قوية تقود رعيتها بالاتجاه الصحيح الذي يرضي الله قبل كل شيء وكذلك جهودهم في اصلاح الكنيسة من الداخل

    • تذكروا ايها الاخوة ان الحقوق لاتعطى لمن لايطالب بها لذلك علينا اولا المطالبة بحقوقنا قبل ان ننتقد انفسنا

Follow Us