Articles Arabic

لكي لا نـنـسى جـهـود الأولـيـن وتـكـريمهم !! كـيف تأسّـست كـنيسة الكـلدان الكاثوليكـية في سـدني


بقـلم : سامي گـمّو / سـدني

تـقـديم : مايكل سـيـﭘـي …..  نـشِـرَ قـبل أكـثر من عـشر سنوات 

بدأ الكـلدانيون بالوصول إلى أستراليا منذ ما يـزيد عـلى 73 سنة ، فـقـد ذكـرتْ إحـدى الـنساء قـولاً سمعَـتـْه من الـكاهـن الكـلداني حـين إسـتـفـسر منْ دائرة الـهجـرة فـقـيل له أنّ أول كـلداني وطأتْ رجلاه أرض أستراليا كانت إمرأة إسمها ( وارينة – ألقـوشية ) وصلتْ عام 1934 برفـقة زوجها الهـنـدي وكان شـُـرطـياً ، تبعـتها بعـد عـدة أشهـر أخـتها . وفي سنة 1964 وصل شبان كـلدان – تلكـيفـيّون ثم تبعـتهم إمرأة ألقـوشية أخـرى سنة 1969 معـروفة لـدينا برفـقة زوجها الآثوري العـراقي وهي ( باسمة ميخا جاورو – وتعـرف الآن نسبة إلى زوجـها الموقــّـر بإسم : باسمة سولومون) . واصل الكـلدانيون الإنـتـقالَ من مخـتـلف مناطق العـراق إلى هـذه القارة الجـميلة في مطلع السبعـينات ثم صاروا يتـقاطرون إليها حـتى عام 1991 وعـنـدها أخـذوا يتوافـدون أفـواجاً أفـواجاً بسبـب تـدهـور الأوضاع الأمنية وإلى يومنا هـذا .

ولما توفـرتْ لي فـرصة التعـرف عـلى الشماس سامي گـمّو منذ بضعة سنين ، رأيتُ فـيه رجـلاً شهماً واثق الخـطوة ، دمث الخـُـلـُـق هادىء الطبع ، رزن الكـلام  منطقي التفـكـير ، سلس التعـبـير صريح العـبارة ، لا يتهافـت للوقـوف أمام الكاميرا ولا تحـت الأضواء ، كما لا يطمع في تكـريم ذاتي أو مصلحة شخـصية ولا يـبث دعاية عـن نفـسه لتـلميع إسمه ، جاهـدَ من أجـل خـدمة أبناء جـلدته في السنين السابقة حـتى حـقـق لهـم حـلمهـم وإستحـصل موافـقة رؤساء كـنيستـنا بتأسيس الكـنيسة الكاثوليكية للكـلدان في سـدني ، ويـبذل قـصارى جـهـده اليوم من أجـل رفـع إسم الكـلدان عالياً عـند المسؤولين الأستراليّـين وتعـريفهـم بمعاناة شعـبنا الكـلداني ومعه شعـبنا الآثوري هـذه الأمّة العـظيمة في أرض بـيث نهـرين .    

فالشماس سامي گـمّو لم ينادِ بالأبواق ولم يطرقْ الطبـول لنفـسه فهـو بحـق جـنديّ مجـهـول يعـمل خـلف الكـواليس . ولما عـلمتُ أنه من بـين الكـلدان الأوائل الذين هاجـروا إلى أستراليا ، سألتـُه عـن ممارساتهم في تلك الأيام لطـقـوس عـبادتـنا ومتطلبات إيمانـنا وكـيفـية تبلور فـكـرة طلب كاهـن لجاليتـنا وبالتالي إنـشاء كـنيسة حـسب طخـسنا الشرقي من رئاسة كـنيستـنا الكاثوليكية للكـلدان في العـراق ، وقـبل أن يجـيـب عـلى إستـفـساراتي أقـول : نحـن نعـلم أنّ بعـض الحـق مُـرٌ ، ولكـنْ إذا كان المسيح هـو الحـق فأيّة مرارة يمتعـض منها لسانـُـنا ونحـن نقـول الحـقـيقة ؟ وكـيف نحابي فـرداً وربّـنا لم يُحابِ أحـداً ؟ وعـليه فإنّ الأستاذ سامي  گـمّو أجابني بكل الحـقـيقة مشكـوراً وقال

زرتُ العـراق في نهاية عام 1975 لمقابلة الكلي القـداسة الـﭙاطريرك الراحـل غـبطة مار ﭙولص الثاني شيخـو ومفاتحـته بشأن حاجـتـنا إلى كاهـن في أستراليا ، وما أنْ أشرقـتْ الأيام الأولى من كانون الثاني من عام 1976 حـتى ذهـبتُ إلى مقـر إقامته في بغـداد وطرقـتُ الباب فـفـتحه لي سكـرتيره المطران عـمانوئيل دلي ( حالياً نيافة الكاردينال مار عـمانوئيل الثالث دلي الموقـر ) وبعـد أن عـرّفـتـُه بنفـسي وخـلال دردشة بسيطة سألني عـن الحـياة في أستراليا وعـن عـدد الكـلدان فـيها ، أجـبته وقـلتُ : أقـدّر عـددنا بحـوالي 100 عائلة كـلدانية لذلك فـنحـن بحاجة إلى كاهـن يرعى شؤونـنا الدينية ، فأجابني بالحـرف الواحـد : ليس لـدينا قـس كي نبعـثه لكم لأن عـنـدنا نـقـص بالقـسس ، وحـين ترجّـيتُه كي أقابل غـبطة الـﭙاطريرك شـيخـو رفـض طلبي . وبعـد إلحاحي عـليه مكـرراً رغـبتي في مقابلته كي أسلـّم عـليه وأنال بركـته ، حـينئـذ قال : إنـتظر . ولما ذهـب وأخـبر غـبطته ، جاء قـداسته بنفـسه وجـلسنا سوية قـرابة ساعة من الزمن عـرّفـتـه بنفـسي خـلالها وسألني عـن عـملي في سـدني فـقـلتُ : أعـمل في قـسم الكـيمياء في Maquarie University  وحـول سؤاله عـن أوضاع الكـلدان في أستراليا قـلتُ له : أن البعـض يتابع الصلوات ومتطلبات الإيمان والطقـوس الدينية عـند الكـنيسة الشرقـية الـقـديمة ، ثم واصلتُ الحـديث قائلاً : كم هـو بودّنا أن يأتينا كاهـن ليقـيم لنا طقـوسنا الكاثوليكـية الدينية ( كالـتـناول الأول للقـربان المقـدس لأطفالنا مثلاً )  ويجـمع شملنا تحـت مظلة واحـدة وفي الوقـت نفـسه نحافـظ عـلى تراثـنا اللغـوي الكـلداني . سألني عـن عائلة مخـلصة وجـيّدة جـداً ( أوّياقـم وزوجـته بَـلـَـنـدينا ) كانت تـقـيم في الـدورة وتساعـد الدير كـثيراً ثم سافـرتْ إلى أستراليا ، فأجـبته : نعـم أنا أعـرفهـم وهي عائلة مثالية . وبناءاً عـلى سؤاله عـن عـنواني في بغـداد أعْـلـَـمته بأني في ضيافة إبن العـم ميخائيل گـمّو .

وقـد فـرحـتُ حـين أعـلن موافـقـته المبدئية عـلى إرسال كاهـن لنا ثم أردف قائلاً : سآتي عـندك وأزوّدك بكـتاب إلى الكاردينال James Freeman لتسلـّمه له وتفاتحه بالموضوع وتصبح أنت وكـيل كـنيستـنا في أستراليا . وبعـد عـدة أيام زارني غـبطته ومعه سكـرتيره الموقـر وزوّدني بالرسالة التي وعـدني بها معـنونة إلى الكاردينال المذكـور للحـصول عـلى موافـقـته ومساعـدته في الإجـراءات اللازمة لتعـيـين الكاهـن الجـديد وتأسيس الكـنيسة الكاثوليكـية للكـلدان في سدني ، وشكـرني عـلى هـدية متواضعة قـدّمتـُـها له بمناسبة الزيارة .

رجـعـتُ إلى سدني وإجـتمعـتُ إلى بعـض من أبناء أمتـنا الكـلدانيّة ووضحـتُ لهـم تفاصيل حـديثي مع غـبطة الـﭙاطريرك شيخـو ونـتائجه ، ورسالته إلى الكاردينال الأسترالي ، إلاً أن أكـثريّـتهـم لم يكـونوا راضين بتعـيـين كاهـن لنا بحـجة أنـنا قـليلو العـدد وبالتالي سوف لا يكـون  بإمكانـنا أن نـُسعـدَه مادياً . ولما كـنـتُ قـد بدأتُ بهـذا المشروع المهـم لأبناء جاليتـنا وتحـمّـلتُ مسؤوليته فـلابد أن أتابعه وأواصل السير به لأصل إلى نـتيجة إيجابـية ، خاصة وأن غـبطته ( شـيخـو)  قـد أبدى موافـقـته التي ترجـمها عـملياً بتـزويدي برسالة إلى الكاردينال السامي الإحـترام لهـذا الهـدف . وعـند رجـوعي إلى أستراليا أخـذتُ موعـداً لمقابلة الكاردينال في كاتدرائية مريم العـذراء في سـدني وكان يرافـقـني السيد هـرمز دلـّـو ( تـلكـيفي من إيران ) وهـو متحـمّس مثلي لقـدوم كاهـن كـلداني إلى  سـدني ، ولما واجـهـته سلـّمته الرسالة مكـرراً طلبي منه عـلى مساعـدتـنا لتأسيس أول كـنيسة كاثوليكـيه لجاليتـنا الكـلدانية والعـمل عـلى تسهـيل مهـمة قـدوم كاهـن كـلداني أيضاً ، فـدرس الموضوع وحـولني إلى سكـرتير دائرة الهـجـرة الكاثوليكـية للتحـقـيق بالموضوع Rev. John Heaps ، ولما أجـبته عـن إستـفـساراته حـول عـدد الكـلدان وظروفـهـم وإمكانياتهـم المادية ، قال : ليس لدينا مانع ، ثم عـقـدنا عـدة إجـتماعات مع الأب Rev Macarther  من الكـنيسة الكاثوليكـية . وأنقـل هـنا النص الكامل للرسالة التي بعـثها لي السيد سكـرتير دائرة الهـجـرة الكاثوليكـية مؤرخة بتاريخ 30/ 8/1976 :

Catholic Ommigration Office

( ARCHDIOCESE OF SYDNEY )

CUSA HOUSE

175 ELIZABETH STREET,

SYDNEY, N.S.W.

AUSTRALIA         30/August,1976

Mr. S.  Gammo ,

21 Beazley Street ,

RYDE, N.S.W. 2112

Dear Mr.  Gammo ,

His Eminence Cardinal Freeman has asked me to look into the need for a Chaldean priest in Sydney. I have written also to Mr. Hormas Hanall . Would you please contact Mr. Hanall with the view to having a talk with me about this. If you telephone this office we may be able to arrange a time suitable to the three of us.


With best wishes, I am,
Yours sincerely,
( Rev. Father) John E. HEAPS
DIRECTOR

ملاحـظة : في شباط عام 1976 أسّـسنا جـمعـية بابل الكـلدانية في سـدني للهـدف ذاته وهـذه أسماء بعـض من مؤسّسيها : ( Nabil Fajou  Fred Fajou , Hormes Dello , Sam Gammo ,  )

وشاءتْ الصدفة أن زار سدني في تموز عام 1977 المرحـوم سيادة المطران گـوريال قـودا ، فأقام لنا قـداساً رائعاً في كـنيسة Saint Charles / Ryde وبلغـتـنا الكـلدانية فـكان أول قـداس في أستراليا حـسب الطخـس الكـلداني المشرقي ، وتعـرفَ عـلى ظروفـنا فـقـدّم مشـكـوراً توصيته إلى غـبطة الـﭙاطريرك شـيخـو لإرسال كاهـن إلى أستراليا . وبعـده زارنا في نهاية شباط من عام 1978 المطران مار حـنا زورا رئيس أساقـفة الأهـواز للكـلدان – إيران ، وحـضرنا قـداديس عـديدة له بصوته الجـميل وفي الكـنيسة نفـسها مما أبكى الكـثيرين ، وكـنـتُ من بـين الشمامسة الذين خـدموا القـداس برفـقة إبن عـمي گـورگـيس گـمو بصوته العـذب .  إن سيادة الأسقـف حـنا الموقـر كـتب بدَوْره إلى غـبطته للإسراع في إرسال كاهـن لنا  .

وفي 3/3/1978 كـتبتُ رسالة إلى غـبطته بإسم جـمعـيتـنا ( جـمعـية بابل الكـلدانية ) أذكــّـره بمطلبنا وظروفـنا في تلك الأيام ، هـذا نصها :

غـبطة سـيدنا الجـليل مار ﭙولص الثاني شيخـو ﭙاطريرك بابل عـلى الكـلدان الكـلي الطوبى

كـلنا أبناء الطائفة الكـلدانية نطلب بركـتكـم المقـدسة وصلواتكـم الأبدية ونـتمنى لكـم عـمراً مديداً وصحة دائمة والله يحـفـظكـم لنا .

 لقـد وصل سـدني سيادة المطران حـنا زورا في يوم الخـميس 23/2/1978 بعـد حـضور الإجـتماع الدولي لتـنظيم شؤون العائلة في مدينة ملبورن . وكان وصوله بدعـوة من أبناء الطائفة الكـلدانية في مدينة سدني بهـدف إقامة قـداس إلهي بلغة آبائـنا وأجـدادنا فـكان لنا الشرف في إستـقـبال سيادته وسماع القـداس الكـلداني حـيث منـذ زمن بعـيد ونحـن بعـيدون عـن كـنيستـنا الكـلدانية . وحـضر القـداس مساعـد السفـير الـﭙاﭙـوي في أستراليا وأبناء جاليتـنا الكـلدانية ومعـهـم إخـوتـنا الكـلدان الذين لم نعـرفـهـم سابقاً حـيث أتوا من إيران ويزيد عـددهـم عـلى 250 عائلة ، وبذلك يصبح عـدد العـوائل الكـلدانية في سـدني من العـراق وإيران أكـثر من 300 عائلة ، هـذا بالإضافة إلى جـماعة النساطرة حـيث جاؤوا وحـضروا الـقـداس الذي أقامه سيادة المطران حـنا زورا الذي عـمل في شمال إيران ويعـرف كافة الكـلدانيّـين الذين هاجـروا من هـناك إلى سـدني .

سيدنا الموقـر:

قـبل أكـثر من سنـتين إلتـقـيتُ بغـبطتكـم في بغـداد وطلبتُ منكـم بإسم الكـلدان الموجـودين في سدني إرسال كاهـن ليقـوم بخـدمة جـماعـتـنا في سدني فأعـطيتَ لي رسالة إلى الكاردينال James Freeman هـنا في سدني ، فـذهـبتُ عـنده في حـينها مع شخـص آخـر وسلـّمتُ له رسالتكـم الثمينة وهـو بدَوره أخـذ المسؤولية وقام بالواجـب وأمر دائرة الهـجـرة الكاثوليكـية لإتخاذ الإجـراءات اللازمة وكل ما هـو مستلزم لمجيء الكاهـن ، كما كـتب رسالة إلى غـبطتكـم حـول هـذا الموضوع الذي وافـق عـليه . والآن بعـدما صار عـدد أبناء جـماعـتـنا الكـلدان في سـدني كـبـيراً وذلك بواسطة المطران مار حـنا زورا الذي عـرفـنا عـلى إخـوانـنا الكـلدان من إيران ، فـنحـن نفـتخـر بغـبطتكـم وبسيادته كآباء وأعـزاء لنا . إن عـدد أبناء الطائفة الكـلدانية في سدني الآن يقارب الـ 1800 شخـص من العـراق وإيران فـنطلب من غـبطتكـم أن تجـدوا كاهـناً فاضلاً حـكـيماً لأن في بداية الأمر نحـتاج إلى كاهـن بارع مثل سيادة المطران مار حـنا زورا لأنه هـو الشخـص الوحـيد حـسب إعـتـقادي الذي يمكـنه إدارة شؤون الكـلدانيّـين في سدني بالإضافة إلى إخـوتـنا النساطرة بجانبنا وهـم محـتاجـون إلى كاهـن أيضاً . لقـد أثبت سيادته أنه هـو الأب الحـكيم أينما حـل ونزل حـيث أن عادات وتـقاليـد هـذا البلد تخـتلف عـما هي في وطنـنا الحـبـيـب ، فكان لي الفـخـر أن أرافـقه أينما ذهـب خـلال زيارته لمدينة سـدني وكانـت قـصيرة جـداً ( أسبوع واحـد فـقـط ) وذلك لإنـشغاله في شؤون رعـيته في الأهـواز .

 بإسمي وبإسم أبناء الطائفة الكـلدانية في سدني أطلب من غـبطتكـم إرسال سيادة المطران حـنا زورا إلى سدني مؤقـتاً لمدة سنة أو أقـل ليؤسس ويجـمع شمل الكـلدان والكـنيسة لأنه كان محـتـرَماً كـثيراً مِن قِـبَـل الكـلدانيّـين وخاصة إنه من إيران ويعـرف أبناء جـماعـتـنا الكـلدانيّـين هـناك ، لأنه لو أتانا كاهـن آخـر سوف يلاقي صعـوبة إن لم يكـن مدبراً حـكـيماً وسوف تـفـشل مهـمته وقـد تـتجه جـماعـتـنا إلى الكـنائس الأخـرى .

                                                                                      التوقـيع : سامي گـمّـو

لقـد بذلتُ جـهـوداً في زيارة العـوائل الكـلدانية وطرح الفـكـرة أمامهـم للإستـفادة من آرائهـم وجـمع التبرعات للكـنيسة المزمع أن تـؤسّس في سـدني ، يساعـداني فـيها كـل من الأخ فـريد فـجّـو والأخ هـرمز دلـّـو ، ولم تـذهـب أتعابنا سُـدىً فـفي نهاية المطاف وبتاريخ 17/4/1978 وصلتـني رسالة من غـبطته معـنونة إليّ يقـول فـيها : لقـد خـصّصنا لكـم كاهـناً من العـراق وسيصل سـدني قـريـباً . إن وعـد الحـر دَينٌ ، فـقـد وعـدَ غـبطة الـﭙاطريرك مار ﭙولص الثاني شيخـو وأوفى ونِعْـمَ الوفاء فـكـلنا مدينون له

ﭙاطريركية بابل الكـلدانية ــ  بغـداد 17/4/1978

حـضرة الفاضل السيد سامي يوسف گـمّو المحـترم

بعـد السلام وإستمداد بركاته تعالى

إستلمتُ رسالتكـم المؤرخة 3/3/1978 وإفـتهـمتُ جـيداً موضوعـها المفـصّل وإطلعـتُ عـلى أخـبار جـماعـتـنا العـزيزة التي هي في سدني وفي أستراليا كـلها .   

بعـونه تعالى عـيّـنا لكـم كاهـناً من العـراق وقـريـباً يصل إلى سدني وهـو مستعـد أن يخـدم أبناء جـماعـتـنا الأعـزاء بغـيرة كـهـنوتية . ولتكـن بركاته تعالى فائضة عـلى جـميعـكـم وبواسطتها تـنجـح أموركـم كـلها وتـتـقـدم جـماعـتـنا المباركة في التـقـوى وتكـون مثالاً لغـيرها . إنـني أذكـركـم في الصلاة دائماً مستمداً لكـم معـونـته تعالى بشفاعة مريم العـذراء الأم الحـنون  .

أتمنى لجـميعـكـم من صميم القـلب كل خـير وبركة وتـقـدم أدامكـم الرب  .

محـبكم   + بـولس الثاني شـيـخـو

ﭘاطـريـرك بابل عـلى الكـلـدان

************
وقـد عـبّـرنا عـن فـرحـتـنا بوعـد غـبطة الـﭙاطريرك لنا بأن بعـثـنا رسالة إلى الإتحاد الكلداني في أميركا هـذا نصها :

THE  CHALDEAN  BABYLON  ASSOCIATION

BOX 46 P.O. NORTH  RYDE,  N.S.W., 2113

AUSTRALIA   18th April, 1978

The President,

Chaldean Association,   DETROIT, MICHIGAN, U.S.A.

Dear President,

                  On behalf of the Chaldean Community, we take this opportunity to write to you and introduce ourselves to you and your association members.
We, the Chaldean in Australia are in the process of establishing Parish and Centre in Sydney. This will unite us all together in many ways and will produce greater benefits to our children by giving them proper education towards Chaldean way of life and the most importantly towards faith in God and Jesus Christ and the Holy Church as a whole.

                  Our Community is very small in number in this country, therefore, we are seeking your assistance and help to maintain the above targets and to be able to build a centre for our future generation. Who else is going to help us better than our generous brothers in America. You know yourselves how hard it is to start such projects without solid financial aid. We are certainly turning to you for financial assistance, after all we are all Chaldeans of Babylon. We know how much your work has been appreciated by all Chaldeans all over the world. Our aim is to ask you to organise some means for collecting donations on our behalf such as holding parties or through church services and others which you might think are suitable for this purpose.

                  Meantime, we are waiting for a priest to arrive here to establish the parish and to carry on with his spiritual duties. Also a member of our committee will arrive in the States within two months for this purpose and his name is Sammy Gammo. Due to this arrival, he will explain all our needs and goals which we are sure will be of satisfactory to you.

                  Our advance thanks to you and to all members of your Association. God bless you all.        

We remain,

                                                                                                   Yours Sincerely,
Sammy  Gammo
Pr. COMMITTEE

 

 

وفي 15/3/1978  كـتب سيادة ( المرحـوم ) المطران روفائيل بـيداويذ مطران بـيروت عـلى الكـلدان رسالة بعـثها لي رداً عـلى رسالة كـنـتُ قـد بعـثـتــُها له وهـذا نصها  :

EVECHE  CHALDEEN  DE  BEYROUTH
B. P. 8566
BEYROUTH
LIBAN
______
Date     1978/3/15
Tel. 232331
226339
PROT. N.

عـزيزي الأخ الفاضل سامي يوسف گـمّو حـفـظه المولى الكـريم

 بعـد السلام والبركة بالرب

سررتُ جـداً بتسلم رسالتكم الكـريمة بتأريخ 3 من الشهـر الجاري ومطالعـتي أخـبار طائـفـتـنا في أستراليا وإهـتمامكم بلغة الآباء والأجـداد وتراثها الشريف الخالد  .

أسأل الله أن يحـقـق آمالكـم وآمالنا بتأسيس مركـز للطائفة يرعى شؤون أبنائنا الكـلدان والآشوريّـين في سـدني وغـيرها من مدن القارة الأسترالية حـيث لنا رفاق في الدراسة هـم اليوم في أعـلى المناصب الكـنسية وحـتماً سيكـونون خـير عـون لنا في هـذا . وإنـني أعـدكـم بدرس الموضوع في إجـتماع المجـمع الـﭙاطريركي المقـبل حـيث سأعـرض الأمر أمام غـبطة مولانا الـﭙاطريرك والسادة المطارنة بأمل أن يدركـوا أهـمية تعـيـين كاهـن لائق يمثل الطائفة أحـسن تمثيل ويعـنى بشؤون الجـماعة المباركة هـناك .
تسألون عـن سعـر القاموس وكـتاب القـواعـد ، فالقاموس مع البريد سعّـرناه بخـمسة وعـشرون دولاراً ، والقـواعـد بخـمسة دولارات ، فـيكـون مجـموع ثمن الكـتابَـين مع البريد ثلاثـون دولاراً . وإنـني مستعـد لشحـن الكـمية التي ترغـبونها سواءاً بالجـملة عـلى عـنوانكـم وأنـتم تـقـومون بتوزيعـها ، أو مباشرة عـلى عـنوان الأشخاص كل عـلى حـدة . وأنا بإنـتظار تعـليماتكـم لإجـراء اللازم . أما ثمن الكـتب فـبإمكانكـم إرساله بشيك لأمري والأفـضل أن يكـون مخـططاً 250$ لضمانة وصوله بدون مشاكل السرقة وسوء الإستعـمال .  

الأحـوال في لبنان تميل نحـو التحـسّن البطيء لكـنـنا بعـيدون عـن السلام الحـقـيقي وثـقـتـنا بأن العـذراء سيدة لبنان لن تـتخـلى عـن أرضها وأولادها . نطلب من أدعـيتكـم عـلى هـذه النية ليـبقى لبنان ملجأ حـصيناً للمسيحـيّـين ومقـراً أميناً لكل اللاجـئين من جـميع أنواع الإضطهاد .

 أرجـو أن تـتاح لي الفـرصة يوماً ما لزيارتكـم في سدني لنـشاركـكـم الأفـراح ونـتـمكن من أداء بعـض الخـدمة الدينية لجـماعـتـنا الحـبـيـبة هـناك . وإذا إلتـقـيتم بسيادة المطران خـليفة مطران الموارنة أرجـو إبلاغه تحـياتي مع إحـتراماتي فـسيادته صديق قـديم وحـميم وفـقه الله في خـدمته .

أنـتهـز المناسبة لأبعـث لحـضرتكـم ولسائر أبناء الطائفة الكـرام بأخـلص التهاني متمنياً لجـميعـكـم عـيداً مباركاً . قام الرب ! حـقاً قام ! وأدعـو بفـيض من النعـم والبركات السماوية في الروح والجـسد وأن تكـونوا موفـقـين في جـميع أموركـم ومفـخـرة بلاد كـلدو وأثور وموضوع إعـتـزاز كـنيسة مار أدي ومار ماري في تلك الأصقاع النائية .

أخـتم مباركاً إياكـم وواضعاً الجـميع تحـت حـماية العـذراء مريم أمنا وملكـتـنا القـديرة  .

محـبكم المخـلـص    + روفائيل بـيـداويـذ

مطران بـيـروت عـلى الكـلـدان


ولما سافـرتُ إلى أميركا إلتـقـيتُ بالأب گـورگـيس گـرمو راعي كـنيسة أم الله ( رحـمه الله ) ومعه الأب سرهـد جـمّو ( الآن سيادة المطران سرهـد جـمّو الموقـر) وطـرحـتُ أمامه أوضاع جاليتـنا في أستراليا وما نطمح إليه حـول الأبرشية ، قال لي الأب گـورگـيس : لا تـفـكّـر ، إنـنا سنساعـدكـم كـثيراً ، هـل تريد فـلوس كي تأخـذها معـك الآن ؟ قـلتُ : لا ، بل إرسلها إلى الكاهـن الذي سيأتينا ، ولكـن إنْ كان لديكـم آلة طابعة كـلدانية فـنحـن سنحـتاجـها . قال : سأحاول ، وبعـد فـترة قـصيرة أخـبرني قائلاً : توجـد واحـدة تابعة لمجـلس الخـورنة يمكـنـنا أن نعـطيها لكـم . وقـد أخـذتها معي إلى أستراليا وسلـّمتـُها للقـس زهـير حـين وصوله إلى سـدني . أما بشأن المساعـدة المالية التي وعـدني بها ، فأنا ليس لي أيّ عـلم بها ، بالإضافة إلى أن الحـكـومة العـراقـية السابقة كانت توزع مساعـدات مالية للكـنائس العـراقـية المنـتـشرة في العالم بُغـية كسب ودّها وتأيـيدها وهـذا أيضاً ليس لي عـلم إنْ كان كاهـنـنا السابق قـد إستلم شيئاً منها أم لا .

وكان يوم 18/9/1978 شاهـداً عـلى تـنـفـيذ وعـد غـبطة الـﭙاطريرك الذي لن نـنساه مدى العـمر ، فـقـد وصل القـس زهـير توما قـجـبو وإستـقـبلناه في مطار سـدني ، وأقام في كـنيسة Saint Charles / Ryde بتوجـيه من الكاردينال James Freeman ويقـدّس في Holy Cross Chapel لمدة ثلاثة أشـهـر . وقـد قـدّمنا لكاهـنـنا مبلغاً قـدره ( 2000$ ) لتمشية الأمور في بداية الأمر كما تعـهّـدتْ الكـنيسة الكاثوليكـية بـبعـض المصروفات اليومية إضافة إلى راتب شـهـري له أسوة بالكـهـنة الكاثوليك الأستراليّـين ، إلاً أن حـضرة القـس زهـير أخـبرني بعـد مدة أنه غـير مرتاح هـنا في سـدني ويودّ الذهاب إلى روما للدراسة ، ولكـني أقـنعـتـُه بأن يصبر قـليلاً ويزور العـوائل الكـلدانية ويجـمعـهـم في إطار الكـنيسة ، ونحـن بـدَوْرنا سنساعـده مادياً إضافة إلى مساعـدات الكـنيسة الكاثوليكـية . لقـد عـملتُ المستحـيل من أجـل تـثبـيته ، أرافـقه يومياً لزيارة عـوائلنا عـدا يوم الأحـد حـيث كـنـتُ أقـضيه معه من الصباح وحـتى المساء ، ثم شـكّـلنا هـيئة كـنسية بإسم الكـلدان والآثوريّـين الكاثوليك لخـدمته . دامتْ كـنيستـنا ومؤمنـوها سالمين

About the author

Kaldaya Me

التعليق

Click here to post a comment
  • أيها المبدع الأستاذ مايكل سيپي المحترم، بارك الله فيك على هذا التوضيح بهذه الصيغة الشيقة، أحسنت وأجدت، المطلوب منا جميع أن لا ننسى
    الرعيل الأول هؤلاء الجنود المجهولين الذي قدموا خدماتهم لا من أجل الشهرة أو الحصول على مقعد رقم واحد، بل من أجل
    تقديم الخدمة لأبناء شعبهم، بارك الله بجهود كل الغيارى وتحياتي لهم جميعا
    أخوكم / نزار ملاخا

  • شكـرا أخي نـزار … في الحـقـيقة جاء المقال بعـد إلحاحي على الأخ سامي كـمو …والغاية هي للتأريخ لا اكـثر كـما جاء في العـنـوان ( كي لا نـنسى جـهـد الأولـين )

  • مباركون هم القلة الأمناء الأصلاء الغيارى الذين يخدمون من أجل الخير العام… ويضحّون بوقتهم وراحتهم وحتى قوت معيشتهم لرفع شأن الانسان وهويته وكرامته وحقوقه وحريته التي هي من اهم قيم الانسان الحر والمقومات الاساسية لحضارات الشعوب…وكم بالأحرى نحن ممنونين لكَ استاذ مايكل سيبي، ولاولئك المؤرخين الكلدان وغيرهم الذين اهتموا بحفظ وتدوين سيرة العديد من الرواد الأوائل الكلدان الأصلاء، نساءً ام رجالاً، امثال الأخ الموقر المبارك سامي كمو الكلداني الأمين الذي تعرفنا على انجازاته المهمة لشعبه وكنيسته في استراليا، وغايتهم الاولى والاخيرة هي ليست للشهرة او لمصالح شخصية وانما لغيرتهم على امتهم الكلدانية وحضارتها بالأخص لغتها، وهم ايضا مسيحيون محافظون على إيمانهم وعلى تراث كنيستهم الكلدانية وطقس آبائها الرسل
    ربما تزودنا يا أخينا مايكل بكل ما هو اصيل يستحق ان يكون رمزا ومثالا للانسان المؤمن والأمين لربه وبيته.،

  • اخوتي الاعزاء اشكركم على ما قمتم به من اجل الحفاظ على امتنا وتراثنا وكنيستنا الكلدانية في استراليا وفي اي بقعة من العالم لاننا ككلدان اصبحنا معرضيين لانقراض لولا همة وغيرة الغيارى امثالكم. اكيد ان التاريخ لن ينسى كل من حافظ وعمل من اجل الحفاظ على تاريخنا العريق وتراثنا وحضارتنا ولكننا دائما بحاجة الى التوثيق والتذكير ومرة
    اخرى اشكرك على ما قمت به من اجل لم شمل اخوتنا الكلدان في أسترالياونتمنى منك ان تبقى وتحافظ على غبرتك العالية على الكلدان وان لاتتاثر بمتغيرات الزمن لان الزمن رغم استمراره لاينسى من عملوا من اجل اخوتهم وابنائهم وشعبهم ودينهم وقوميتهم ابدا. مرة اخرى اشكرك من كل قلبي واتمنى ان تبقى الشمعة المضيئة لاخوتك في استراليا وفي كل مكان

    • أخي الموقـر الـدكـتـور
      Khalid Alkhurie
      أؤيـدك ، وأضيف لك أنـني من بين الكـثيرين لا أبحـث عـن شهـرة وأكـتـب الواقع كما هـو بحـق ولهـذا ليس لـدي ولأمثالي مصفـقـون كـثيرون
      من جانب أخـر ، فـقـد عُـرضت عـلي الرسامة الشماسية منـذ 1968 أو 1969 من المرحـوم الأب فيليب هيلاي
      و من السعـيـد الـذكـر المطران إبراهـيم 1997 في أثـينا
      ومن سيادة المطران جـبرائيل كساب ( مرتين ) في سـدني ولم أرغـب وكانت حجـتي أني لست مستـحـقا لها
      تـصور أن المطران كساب قال لي (( تـواضعاً منه )) : مَن منا مستـحـق ؟؟؟؟؟
      كما أجـلس في الصف الخـلـفي عـنـد المذبح في الـقـداس ولا أريـد أن أكـون في الأمام
      أسسنا جـريـدة ( عـما كـلـدايا ) وأنا رئيس التحـريـر ولم أرغـب في كـتابة إسمي ضمن الكادر العامل ، لولا ضغـط البعـض
      بإخـتـصار ، أنا أفـضل العـمل من خـلـف الكـواليس ، إلاّ حـين لا تـكـون بالـيـد حـيلة
      الحـياة قـصيرة مهما طالت ، ومار بولس يقـول
      جـئـنا إلى الحـياة عـراة ونغادرها عـراة

Follow Us