Articles Arabic

بعــض رجال الـدين في الكـنيسة الكـلـدانية لا يؤمنون بربّـهم ولا بميراث كـنيستهم الجـزء الثالث

الاب بيتر لورنس

تـواردت خلال هـذه الـفـترة في كـنيستـنا الكلدانية وبين أبناء شعـبنا المؤمن، كلمة (الطاعة للرؤساء) حـيث يروجه الرؤساء للتستر خـلف أعمالهم ونواياهم، لطمس معالم الحـقـيقة التي واجهناهم بها من خلال المقالـتين السابقـتين … (الإيمان بالرب يسوع وتعاليمه ووصاياه، وبميراث كـنيسته المقـدسة).

مع الأسف إنهم يتسترون خلف جـريمتهم الإيمانية والكـنسية بكـلمة (الطاعة) التي لها معنى سامي في مفهـوم الكـتاب المقـدس وتعـليم الكـنيسة. إن كلمة ــ الطاعة ــ السامية أصبحـت مبتـذلة على لسان بعض من الرؤساء في كـنيستـنا لأنها لا تعـطي معـناها الإيماني الحـقـيقي، ولا قـوة فعـلها في واقع الحياة. أتـذكـر هـنا في يوم رسامة أحـد الأساقـفة في بغـداد عـندما ذهـبتُ أنا بمعـية أحـد الكهنة الأصدقاء لتهنئته، قال لنا: (من اليوم لازم تطيعـوني)! إلـتـفـتَ إليّ صديقي الكاهـن وهـو مخـضرم في كهنوته وقال: (هـذا المطران لم يـطِع مطرانه طِوال عمره، واليوم يقـول أطيعـوني)، يا لسخـرية الحـدث. إنّ لمثلِ هـؤلاء الأساقـفة أو البطاركة فـيما بعـد، يجـب الطاعة، بدون إيمان أو تـفكـير أو نقاش أو ضمير، نفذ أولاً. هـذا الـتـشوّه في مفهوم الطاعة الذي جعله الرؤساء أداة بـيدهم حتى يخـفـوا حـقـيقـتهم البعـيدة واقـعـياً عـن الإيمان والكـنيسة، وهذا ما نسمية ــ تـظليل للحـقـيقة ــ.

الطاعة للـه وإبنه الرب يسوع المسيح

الـقـديس بولس في رسالته إلى أهل رومة الفصل 1: 5 يقـول: “به نلنا النعمة بأن نكـون رسولاً، فـنهدي إلى طاعة الإيمان جميع الأمم الوثـنية إكـراماً لإسمه”. هذه هي فلسفة وفـكـر الكـتاب المقـدس: أنّ الطاعة أولاً وآخـراً للإيمان بالـله ولإبنه الرب يسوع المسيح. هـذه الطاعة التي تعـلم وتبني الإنسان على محـبة الـله والقريب. طاعة تربي في داخل الإنسان على المحبة، والغـفـران، والتسامح، والوحدة، والغـيرة الرسولية. الطاعة للـه تعـطيه الصفة الحـقـيقـية للأبوّة، كي يسعى لأجل خلاص أبنائه، حتى ينعموا بالملكـوت، وأن يجعل منهم أبناءاً أحـراراً يتوجهـون نحـو الرقي البشري بكل متطلباته وتطلعاته على صورته ومثاله.

توصي الرسالة إلى العـبرانيـين الفصل 13: 17 أيضاً بالطاعة للرؤساء الروحـيـين، فـتـقـول: “أطيعوا رؤساءكم وإخـضعـوا لهم، لأنهم يسهـرون على نفوسكم سهـر مَن يحاسَب عليها، ليعـملوا ذلك بفـرح، لا بحسرةٍ يكـون لكم فـيها خسران”. الطاعة للرؤساء الذين يسهـرون على تـقـويم نفس المؤمن وبنائها على القـيم الإلهـية في الشهادة الحـقة للطاعة للـه وإبنه الرب يسوع من عمل وتعـليم، في زرع روح المحبة والأخـوّة، والغـفـران، والتسامح، والوحدة بين الأخـوة، والغـيرة الرسولية، في بناء هيكل الـله الآب في الإنسان وإظهار أبُـوّته لنا من خلال كـنيسته المقـدسة المتمثلة برؤسائها الروحـيـين. الطاعة هي أمانة لـله تعالى وإبنه الرب يسوع، على كل تعـليمه وعمله الخلاصي، دون أن نـنسى أو نـتـناسى أية خـصلة روحية وإيمانية تجعـلنا نـفـقـد ثمرة الخلاص في حياتـنا. حـقـيقةً طاعتـنا يجب أن تكـون لرؤساء يوجهـون رعـيتهم نحـو طاعة اللـه وليس طاعة ذواتهم الشخـصية وتمجـيـدها، الرب يسوع يقـول عـنهم: “من أعمالهم تعرفـونهم”.  

مواجهة مع الواقع

في يومٍ ما، كـنت أتبضع في إحـدى الأسواق، إالتـقـيت إمرأة كلدانية بسيطة، ألـقـت التحية: شلاما ألوخ رابي، حـيث قالت باللغة الكلدانية: أبونا مشتاقـين كـْـشَمخ رازوخ كـبـيراً = أبونا مشتاقـين لسماع قـداسك  … فأجـبتها: ــ ما إيبي دأوذن = ماذا أستطيع أن أعـمل ــ ؟  فأجابتـني هـذه المرأة وبكل بساطة: ما أوذوخ أبونا، لازم كـطيعـوخ بطرك = ماذا نعـمل أبونا، لازم نـطيع البطرك.

من المؤكـد أن جواب هذه المرأة البسيطة سوف يفـرح قـلب البطريرك بعـد قـراءة المقالة، ولا يهمه مضمون المقالة أعلاه، لأنه إستطاع أن يخـدع مثل هـذه المرأة الـبسيطة ومن أمثالها كـثيرين، في أن يـبث بداخـلهم روح السذاجة، وعـدم الوعي الإيماني والـفكـري.

أنا أجـيب هذه المرأة وكل إخـوتي من أبناء شعـبي الكلداني الأصيل، والبطريرك مع الأساقـفة والكهنة أيضاً وأقـول: الإبن يتعـلم من والديه، إن بطريركـنا هو مثال للطاعة، والعكس صحـيح. دعـونا الآن من تأريخه الكهنوتي والأسقـفي في الطاعة، ونسأل هنا: هل كان بطريركـنا طائعاً لقرارات البابا مار فرانسيس بخصوص الكهنة في أبرشية مار بطرس في أن يكـملوا خـدمتهم الكهـنـوتية؟ إذا لم يقـدر أن يكـون طائعاً للحـبر الأعـظم قـداسة البابا وقـراراته! كـيف تطلبون منا أن نطيعه؟.

نـطيعه على ماذا؟

هـل على كسر قـرارات قـداسة البابا، أم أنه كان الراعي الأمين والساهـر على نـفـوس رعـيته كما توصي الرسالة إلى العبرانيـين؟ هـل نكـون طائعـيـين له عـلى كسر وصايا الرب يسوع وتعـليمه! كما فعل في طقس قـداسنا الكلداني أم عـلى تخـريب ريازة كـنائسنا الأصيلة، بحجة التجـدد والتأوين!؟.

يريد منا أن نطيعه لأنه مثال للأبوّة، والأخـوّة، والتسامح، والغـفـران، والمحبة، وبناء الصف الكهنوتي بين الأساقـفة والكهنة! نعـم يريد منا أن نطيعه على تخـريب البناء الروحي الشامخ في أبرشية مار بطرس الذي أسسه الراعي الأمين أخـيه سيادة المطران سرهـد يوسب جمو الجـزيل الإحـترام، وأن نسير معه في أن لا نـبقي حجـراً على حجـر من هـذا البناء الروحي، بواسطة مدبره (مدمره) الرسولي كما هو قال! يريدنا أن نطيعه على تخـريب الوحـدة بين الكهنة التي سعى راعي الأبرشية إلى وحدتها طوال فـترة أسقـفـيته كل حسب مواهـبه وقـدرته! يريدنا أن نطيعه على إفـراغ مكـون كـنيستـنا من الأبوة، والأخـوّة، والحب، وزرع روح الخـوف بين الأساقـفة والكهنة لشخصه كأنه إله! هل هـو مؤمن بمفهوم الطاعة للرب والرؤساء أولاً؟.

About the author

Kaldaya Me

التعليق

Click here to post a comment
  • أنا اسأل سؤال
    هـل أن صاحـب العـظمة والإكـرام بـطـركـنا لـويس المقـدام
    متأوّن في نـفـسيته ، حـتى يـؤوّن قـداسه ؟؟
    هـو الـذي يحـتاج إلى تأوين فـكـيـف يـمكـنه أن يـؤوّن
    من جانب آخـر : هـل يعـرف معـنى الطاعة
    هـل هـو مُـطيع ، هـل أطاع مسؤوله ؟ هـل عـمل بإرشاد مطرانه حـين كان كاهـناً
    هـل عـمل بتـوجـيهات بـطركه حـين كان مطراناً
    هـل عـمل بتـوجـيه مسؤوله البابا في هـذه المرحـلة وهـو بطرك
    أخي : إنّ مَن يَعـصي عـلى غـيـره ، يتـوقع أنْ يُـعـصى عـليه
    بالكـيـل الـذي تـكـيـل يُـكال لك
    ولكـن مع الأسـف ، قـلــّــتْ الساحة من الشجـعان
    واللـبـيـب تـكـفـيه الإشارة

    • المطران باوي سورو أحسن مثال للطاعة العمياء حين خان ضميرهُ الأسقفي وباع الكهنة الذين ساندوه بأستجابته للمساومة من قبل البطرك
      (ساكو(البقاء في أبرشية سان ديغو أو الأبتعاد عن المطران سرهد

      وهو الآن في وضع لا يحسد عليه تحت سلطة المدمر الرسولي بهذا قد أضاع منه فرصة ذهبية وهوالأنضمام الى الآباء بيتر ونوئيل في كنيستهم المؤجرة محتفظاً بهيبته
      .الأسقفية معززاً ومكرماً

  • الغريب الملاحظ انهم يتظاهرون بالابتسامات وباطنهم خائف من المدمر الوردوني والساكوي حذرون في أقوالهم اي غلطه أو كلمه لا تعجب مدبرهم هم مطرودون من الكنيسه التي لا ادري كيف يرضون العيش في الخوف والعبوديه .مبارك لكم الأب نوئيل والأب بيتر حريتكم التي لا تساوم بكنوز الدنيا .القداس الأصيل يبقى شامخا ما دمتم أنقياء من غير شوائب وتشويهات .يعطيكم الصحه والعافيه وطول العمر .مباركين من يسوع المسيح وأمه مريم العذراء امين

Follow Us