Articles Arabic

بعض رجال الدين في الكنيسة الكلدانية لا يؤمنون بربهم ولا بميراث كـنيستهم ــ الجـزء الثاني 

hours ago Kaldaya Me 122 Views شاهد

الاب بيتر لورنس

 إن ما عـرضناه في الجـزء الاول من هذا المقال، واقع الحال يكـشف حـقـيقة عـدم أمانة بعـض من رجال الكـنيسة الكلدانية بربها يسوع المسيح من تعـليم وعـمل. إن الرب يسوع هو مؤسس الكـنيسة على صخـرة مار بطرس الرسول وبقية الرسل، هذه الكـنيسة التي لا يدنسها خطأ لأنها إلهية وبشرية على مثال الرب يسوع في طبـيعـته الإلهـية المطلقة، وإنسانيته فائقة الكمال، قـد بنت نفسها منذ البداية على الايمان بالرب يسوع ووصاياه، وجعـلت من نفسها شاهـدة لهـذه الحـقـيقة، ووسيطة في نقل بشرى الخلاص الى العالم دون المساس بعـمل وتعـليم ربها، لكـنها تحاول إنسانياً ان تـقـدس نفسها لأن أعـضاءها بشر وخَـطأة (غـير مكـتملة بشرياً مثل الرب يسوع) على مدى العـصور وتـنـقـل هذه البشرى الى مؤمنيها بلغة حـديثة من جهة، وتحافظ على أصالتها من جهة أخرى، لأن مبدع العمل الخلاصي هو الرب يسوع وحـده، وليس الرسل ولا خلفاؤهم. السؤال المطروح هو: هل رئاسة الكـنيسة الكلدانية اليوم هي أمينة على هـذه، وديعة الإيمان وميراث الرسل الأبرار؟ هـذا ما سوف نراه في هـذا المقال.

رئاسة الكـنيسة الكلدانية غير امينة على ميراث كـنيستنا الأصيل:

ان الرب يسوع هـو مؤسس الحـدث الخلاصي (آلالام، وموت، وقـيامة)، وهـذا الحـدث التأريخي هو واقع فرضَ نفسه بكل محـتوياته، ونقـطة إنطلاقة الرسل في البشارة بعـد العنصرة مستـندين إلى هذا الحـدث الخلاصي (كـرازة مار بطرس بعـد العـنصرة، أعمال الرسل 2). إذن، مركـز البشارة ومحـوَرها هو الرب يسوع وعمله من فـصح، وآلالام، وموت على الصليب، وقـيامته من بين الأموات.

ولهذا فإن الرسل وخلفاءهم من الكـنائس الرسولية جعـلوا من مركـز كنائسهم الصليب وعـليه ــ المصلوب ــ تعـبـيراً عن هذا الحـدث الفـصحي الذي لا يزال فـعـله مستمراً في العالم الى يومنا هذا والى الأبد بواسطة الرب يسوع المخلص. لذا لا يمكـن ان نجعل من مركـز الحـدث الفـصحي (وهـو جسد الرب يسوع التأريخي والمستمر في خلاصه) مقـطوعاً منه الجـزء الرئيسي وهو المصلوب ، أي جسد ربنا يسوع المسيح. وعـندما نرفع المصلوب عن الصليب تحت ذريعة القـيامة فـقـط، نكـون هنا قـد إرتكـبنا خـطيئة عـقائـدية وإيمانية ضد مؤسس الحـدث الفـصحي وهو الرب يسوع الذي جعـل منه متكاملاً في جميع أركانه الخلاصية.

عـنـدما أسّـس جماعة الرسل وخلفائهم كـنائسهم، جعـلوا من الصليب والمصلـوب مركـز كـنيستهم، حتى يحـقـقـوا وصية الرب (إصنعـوا هذا لذكـري) وأن يجعـلوا الحـدث الفـصحي متكاملاً في أركانه كما أوصاهم الرب، وليجعـلوا من واقع الخلاص حـقـيقة فعـلية مستمرة في العالم البشري بواسطة الروح القـدس. عـندما أسس مار أدي ومار ماري طقسَ قـداسنا الكلداني الأصيل، كانا مستـنِـدان إلى هذا الحـدث الفـصحي بكل اركانه دون نـقـص، وحفاظاً على مركـز الحدث وهو الرب يسوع وعمله ووصيته.

للفصح ثلاثة أركان رئيسة:

الأول، هو ذبـيحة وتـقـدمة وتمجـيد للرب على خـلـيقـته وما يحـقـقه من فعل خلاصي لها.

والثاني، شكر لـله على هذا الفعل الخلاصي، مما يجعـلهم يَحـيَـون معه اليوم بحـرية وأمان.

والثالث، هو سرد لتأريخ الخلاص شهادةً حية لهم لا يمكـن أن تـنسى.

هذا ما عمله الرب يسوع يوم الفـصح، لكـن أعـطاه صورة جـديدة في أن يجعـل من ذاته ذبـيحة وتـقـدمة في شكلي الخبز والخمر التي تمثل جسده ذبيحة على الصليب فـيما بعـد. هـذا الميراث الرباني قـد أورثه لنا الرسولين مار أدي وما ماري في طقس قـداسنا الكلداني الأصيل، لأن أصله من منبع الخلاص الرب يسوع المسيح.

اما سر الكهـنـوت الذي اسسه الرب يسوع يوم الفـصح، فـهـو سر هذه الوساطة بين الـله والبشر بالرب يسوع، في ان نوجه الشعـب المؤمن نحـو مركـز الخلاص ونعـطيهم إياه كما أمرنا الرب (اصنعـوا هذا لذكـري) في أن نصنع هذا الحدث الفصحي في الذبيحة الالهية كما عمل الرب يسوع، نأخـذه ونعـطيه للمؤمنين قـرباناً حـياً. نلاحـظ في الذبيحة الالهية أن الكاهن يتوجه نحـو الصليب والمصلوب لكي يصنع الحـدث الـفـصحي كما صنعه الرب بأركانه الثلاث المتكاملة، والمتممة بحلول قـوة الروح القـدس، في ان يكـون الخبز والخمر جسد ودم ربنا يسوع المسيح لأجل خلاصنا. بعـد اكـتمال الذبيحة الالهية نلاحظ الكاهن يتوجه نحو الشعـب حتى يعـلن ان هذا الحـدث الفـصحي قـد إكـتمل بكل أركانه الخلاصية، فـيجب علينا ان نستعـد للإتحاد به وتـنـقـية قـلوبنا من أدران الخـطيئة، لكي يكـون معـنا وبداخـلنا لأجل خلاصنا.

خاتمة:

ان مشكـلتـنا لا تـزال قائمة مع بطريرك وأساقـفة الكنيسة الكلدانية الذين وقعـوا على وثيقة القـداس المؤوّن، وجعـلوه مُـفعّـل في كـنائسنا دون مراجعة لاهوتية وتأريخـية لأصل نَص الرسل مار أدي ومار ماري. وان يجعـلوا من انفسهم علماء أو أشباه علماء في قـضية لاهوتية وعـقائدية أصابها الخـلل والتـشوّه، ويضعـوها على طاولة التصويت حتى تأخـذ شرعـية قانونية وتـنـفـيذية في كـنائسنا. المشكلة قائمة لأن هناك ــ قـطعاً في جـزء مهم ــ من الحـدث الفصحي وتأريخ الخلاص وهو الصليب والمصلوب (آلالام الرب يسوع) كما وضحنا أعلاه، وان نجعـل من انفسنا مركـز الخلاص بدل الرب يسوع في إعـطاء ظهـرنا للصليب ونرفع المصلوب منه أثـناء تـقـدمة الذبيحة الالهـية كأننا صانعـو الذبيحة بقـوتـنا الكهـنـوتية، وبالحـقـيقة نحـن مجرد وسطاء وشهـود للشعب المؤمن في ان نعـطيهم هذه القـوة الالهية بالقربان المقـدس الذي يصنعه الرب بذاته كما هو أوصانا. إن قـضيتـنا هي ايمانية وضميرية تجاه أمانـتِـنا للرب يسوع، وليس كما يشاع وما يُـظلل به شعـبَنا المؤمن في أنها تبعـية لشخص المطران سرهـد جمو وافكاره، انها قـضية رئاسة كنـسية تـقـطع تـبـتـر تأريخ الخلاص وتجعـله ناقصاً في فعـله بحجة الطاعة كما قال المدبر الرسولي: (قـدس ظهرك للصليب، وخـطيئتك برقـبتي)! وكأنه لا يهم في ان تكـون مؤمناً أم لا، أميناً لميراث الكـنيسة أو لا، صاحبَ ضمير أو لا!! المهم هو ان تكون طائعاً لغـبطته وعمله المقـدس. في الحـقـيقة إنّ رئاسة الكـنيسة الكلدانية القائمة اليوم فـقـدَت بوصلة توجهاتها الرسولية، لأنها جعـلت من العمل الالهي المقـدس، عملاً بطولياً لشخـصها يسجـلها التأريخ بصلب المسيح مرة ثانية، لكـنها مُوقـّعة بإسمه وإسم خلفائه الرسل الأبرار.

About the author

Kaldaya Me

التعليق

Click here to post a comment
  • ما اعظمك يا رب… وما اعظم ما وهبتنا من عقل لنفهم… وقلب لنحب… ووجدان لنميّز كي نطيع… وايمان بك ليوصلنا الى الكنز الموروث والحياة الابدية

    عندما يولد الانسان أعمى فهو لا يرى اي شيء…ولكن عندما يغلق الانسان عينيه فهو بالحقيقة ليس اعمى… ولكنه لا يريد ان يرى ما يجري حوله… هذه هي الحالة والوضع القائم في ابرشيتنا اليوم (ابرشية مار بطرس) ومنذ سنة… العقل يفهم… والقلب تملؤه المحبة…والوجدان ليس اعمى عند الكل، ولكنه لا يريد ان يرى ما يجري… الواحد ينتظر الآخر لينهض او يتحرك او ينطق… ولكن الوجدان لا يتجاوب مع الايمان عندهم… هناك خوف وضعف ويأس روحي جامد…من الصعب قلع جذوره من عقلية الانسان الذي يعيش حياته يتبع الآخرين ولا يعرف ان يكون قائدا او ياخذ اي قرار بنفسه… لذلك لا يهمه ما يجري حوله، ان كان في الكنيسة او خارجها… وهذا ما يدور من حديث ويعانيه مجتمعنا الكلداني…ما عدا اولئك الذين جعلوا من ايمانهم بوصلة تنير عقولهم لفهم الحق… وتحرك قلوبهم لمحبة القريب وخيره…وتحرر وجدانهم وضميرهم من الطاعة العمياء والخوف من كلام الناس… وترشدهم بقوة الروح القدس نحو طريق الخلاص الذي جاء من اجله المسيح واكمله بموته وبدفنه وبقيامته

    شكرا ابونا بيتر على وصولك هذه القناعة التي بواسطتها تساعدنا ان نرى بُعد الانجيل في حياتنا بغض النظر عن من يتلاعب بالحقيقة ويستغل بساطتنا.
    فاللّـه قد خلق الانسان على صورته… ووهبه العقل والقلب والضمير … ان كان رجلا .. امرأة …عالِم .. او فقير… كاهن.. اسقف… كاتب ام ضرير… المهم ان نعرف من نحن واين نسير… وماذا يجري في كنيستنا من جراء كل هذا التغيير؟؟

    • أخطر أنواع الجهل هو رفض الفهم ,الكثيرين يعرفون مايجري حولهم, ولكن مثلهم مثل الذين يرون الشمس لكنهم يرفضونها من أن تدخل الى بيوتهم فيقومون بغلق جميع الستائر والمنافذ .

      • في احد الايام زرت بيت اناس اعرفهم وكان هناك زائر اخر اعرفه من الذين يدعون انهم اشوريين . لا اعرف كيف راى الصليب على صدري . فقال لي …انها خطيئة تضعون المسيح على الصليب….فقلت ماذا ؟…فقال نعم انها خطيئة تضعون المسيح على الصليب .لان المسيح قد قام ..فقلت له هل تريدني ان اسجد الى الخشبة ؟ …وهل تعرف خشبة الصليب ماذا كانت في زمن الرومان ..انها اداة اعدام المجرمين افهل تريدني ان احمل هذه الاداة واسجد لها ؟….نحن نضع الصليب وعليه المصلوب في بيوتنا وكنائسنا وعلى رقابنا ونفتخر به لكي نتذكر المخلص الذي خلصنا من الخطيئة انه فدى نفسه على الصليب من اجلنا . فيكون امام انظارنا دائما لنتذكر كم قاسى من الالام لاجل خلاصنا .
        تقول ان المسيح قد قام . ونحن ايضا نقول ذلك ولكن وحسب قولك اذن لماذا تضع خشبة الصليب في كنائسكم او في رقابكم اذا كان المسيح قد قام ما فائدة هذه الخشبة ؟
        اما ما يفعله بطرك كنيستنا ( ابو القاط والرباط ) من رفع المصلوب من على الصليب . فهو يتشبه بصدام يعمل ما يحلو له دون تفكير المهم انه يخالف حتى يعرف . وحتى انه بدل الزي الباطريركي الى قاط ورباط لانه جاهل لايعرف ماذا يعني هذا الزي .فلو كان يعرف قدسيته لما ارتدى غيره .
        فماذا تنتظرون من رئيس كنيسة جاهل في الروحانيات ؟

        • إن الأزياء التي سـبـق أن إرتـداها حـضرة لـويس البطرك ، متعـددة وإذا يشاهـدها أحـد لا يعـرف البطرك ، سـيـظـن ( من خلال تلك الصور ) أنه : ممرض في مستـشفى … عـنـصر في المخابرات ( نـظارة سوداء مع قـميص أزرق مـفـتـوع الأزرار ، جاكـيت سـوداء …) …. شيخ عـربي بعـباءة الشـيـوخ …. موظف في دائرة الـنـفـوس أو الـبـلـدية …… طالب يخـرج من المـدرسة … وغـيـرها
          أما مسألة الصليب عـنـد المشرقي ساكـو ، فـحـدّث ولا حـرج …. وإقـرأ هـذا المقال

          http://www.kaldaya.net/2014/Articles/11/22_MichaelCipi.html

Follow Us