Articles Arabic

بناء المساجد بين الحاجة العقائدية والغاية الخفية مع أستطراد للدور السعودي في بناء المساجد في بنغلاديش

يوسف تيلجي
المقدمة :
نشرت وكالةBBC   في 26.04.2017 الخبر التالي ((وافقت بنغلاديش على مشروع لبناء مئات المساجد بتمويل من السعودية قيمته نحو مليار دولار، بحسب مسؤول بنغالي. ويثير المشروع الجديد مخاوف الأقليات في البلاد التي تخشى من أن يُستخدم في نشر الأفكار المتشددة. وتعتزم الحكومة بناء 560 مسجدا وهو ما يعني تشييد مسجد في كل مدينة في أنحاء البلاد، في وقت تحاول الإدارة العلمانية في البلاد كسب ود الجماعات الإسلامية قبل الانتخابات. وقال مصطفى كمال، وزير التخطيط البنغالي، إن رئيسة الوزراءالشيخة حسينة، بحثت تمويل السعودية للمشروع خلال زيارتها الرياض، العام الماضي. وسيكون للسعودية نصيب الأسد من المشروع البالغ تكلفته الإجمالية 1.07 مليار دولار. وقال رئيس المؤسسة الإسلامية الحكومية، شميم أفضل: “إنها فكرة رائعة لنشر المعرفة الحقيقية للإسلام”، فيما قال رسول الحق شاندبوري من فيدرالية تمثل الصوفيين البنغال إنه “لا مبرر لبناء هذه المساجد الجديدة، وقد تُستعمل لنشر الوهابية ” حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء الفرنسية . )) . 
القراءة:
1 . بات الدور السعودي واضحا وجليا للعيان، وهو أن هم السعودية ليس الدين بحد ذاته، بل همها نشر المذهب الوهابي تحديدا الذي تنهجه / وهو مذهب متشدد متزمت تكفيري متطرف، وتستقي من أفكار هذا المذهب معظم المنظمات الأرهابية / كالقاعدة وداعش والنصرة و.. ، شرعية كل عملياتها، من قتل وصلب وحرق وسحل وتسمير عيون ..
2 . لا زالت السعودية تمارس دورها الدولي المشبوه، وذلك بتقويض العملية السلمية عالميا، عن طريق بناء المساجد والمؤسسات الأسلامية، ومن ثم تعمل على أرسال الدعاة الوهابيين، أمثال محمد العريفي، عائض القرني وعبد الرحمن البراك وغيرهم، من أجل نشر المذهب الوهابي في رواد هذه المساجد، وهذا يعمل بالنتيجة الى حث ودفع تجنيد المتطوعين الجهاديين الى كل بقاع العالم، ليست الدول العربية فقط بل حتى الدول الغربية، عدا أسرائيل !  .
3 . أن بناء مساجد في بنغلاديش، سيعمل منها نسخة طبق الأصل كأفغانستان بالتحديد، وهذا سيعمل على نمو مطرد في تجنبد الجهاديين، وفي هذا البلد بالذات .
4 . أن النظرة المستقبلية الى عملية بناء المساجد في بنغلاديش من قبل السعودية سيبين مدى الخراب الذي سيحصل بالأمن والسلم العالمي، من خلال توليد الأرهابيين الجهاديين والمتطرفين فكريا !!  .
5 . كان الأجدر بالسعودية، أن تساهم بأموالها المستحصلة من بيع النفط وأيراد الحج والعمرة، بسد فجوة الخلل بالأمن الغذائي العالمي، خاصة بالدول الأفريقية، وأن تسعى مثلا الى الحد من الخلل الصحي بالعالم، كالمساهمة في تمويل البحوث الطبية للأمراض المستعصية، أو المساهمة في برامج محو الأمية، كشراء حقيبة دراسية لكل طالب، بدلا من حزام ناسف، أو المساهمة في الحد من أزمة السكن للدول الفقيرة، بدلا من السكن بالعراء، ولكننا نلحظ أن توجهات السعودية دائما تتجه نحو تفعيل الحروب والأزمات والصراعات الطائفية، وأكبر مثال على ذلك دورها، مثلا، في سوريا واليمن والعراق ..

 

Follow Us