Articles Arabic

بعد تقاعد المطران الموقر مار سرهد يوسب جمو، إسمعوا ما يدور في مجتمعنا الكلداني

hours ago
41 Views شاهد
1 Min Read
هل حياةٌ لمن تُنادي؟

على هامش التأوين والإنحراف الذي أصاب كنيستنا الكلدانية الأم، وبمناسبة التغييرات والتدمير الذي يجري في كنائسنا الكلدانية وخاصة في سان دييكو، ومن ضمنها مؤخراً ازدياد استعمال اللغة العربية عوض الكلدانية في طقس القداس الإلهي، وبما ان الكلدانية المتداولة هي لغة أُمة وليست لغة للتبديل، لأنها كباقي لغات الشعوب هي ميراث حضاري تتناقله الأجيال على مدى العصور، اذ انها من الآرامية التي كانت لغة المسيح ولغة طقسنا وشعبنا المسيحي العراقي الأصيل من أرض بابل وابراهيم، تلك التي ورثناها وحافظنا عليها كما حافظ عليها وتداولها أجدادنا وآباؤنا وأمهاتنا منذ القدم.

 بهذه المناسبة رأينا ان نشرح عنوان المقدمة، وهو مقولة متداولة وهذا معناها المأخوذ من الويكيبيديا:

“لا حياة لمن تنادي” هو تعبير في اللغة العربية، ويُستعمل للدلالة على أن الشخص الذي يُوجه له النداء، لا يُعير الموضوع أي اهتمام أو لم يصدر منه أي ردة فعل. عادة يُستعمل هذا التعبير عند العامة العرب للتعبير عن السخط الحاصل تجاه شخصية ذات مسؤولية أو تجاه السلطات الحاكمة. ويُنسب بيت الشعر للشاعر عمرو بن معد يكرب بن ربيعة الزبيدي، الذي عاش بين 525 ـ 642م، ويقول شاعر في قصيدة له الأبيات التالية:

لقد أسمَعتَ لو ناديتَ حيّاً            ولكن لا حياةَ لمن تُنادي

ولو نارٌ نفختَ بها أضاءت     ولكن أنت تنفُخ في رَمادِ

…………………..

 ان ما يدور من حديث الساعة في عوائلنا الكلدانية ومع أصدقائنا وبين صفوف مجتمعنا وحتى في أخويات العبادة في كنائسنا من تذمر وتلوّن هو من قلب الحدث ويستجد بكل ما يجري في الساحة. هذا وقد أصبحت الانترنت اليوم وبالأخص مواقع التواصل الاجتماعي تلعب دوراً مهماً ليس فقط في تثقيف الإنسان وإنما بكثير من الأحيان في تخريب ما يثقف الإنسان.

 فمنذ زمن المسيح يبيّن لنا الإنجيل بأن يسوع له المجد (يو 14:1) والمملوء نعمةً وحقاً، كان يُعلِّم الصلاة، ويعمل المعجزات والعجائب، ويكرز بملكوت السماوات وبكلمة الحق “تعرفون الحق والحق يحرركم” (يو 32:8). نعم ان يسوع كان يكرز بعمق بين الذين حوله من مختلف طبقات المجتمع، احياناً نراه وديعاً وعطوفاً مع الضعفاء، وأحياناً نراه يوجه كلمات جارحة وحادة يقصد بها فئات معينة من المجتمع (كرؤساء الكهنة والفريسيين) الذي كان يتعامل ويتنقل بينهم خلال حياته العلنية على الأرض.

كان يسوع يريد ان يكشف للناس الحكمة والعدالة من خلال كلامه المؤثر ومواعظه وتفاسير أمثاله، ويجعل المرء ان يراجع نفسه ولا يقبل بقلب الحقائق لأنه كان يعرف ما يدور حتى في بواطن الأذهان والقلوب (عرف ان صديقه وتلميذه يهوذا سوف يخونه). ومن هذا كان يسوع يفسّر الأمثال ولا يخفي الحقيقة ويبوح بها علناً أمام الملأ كي يسمع الكل العبرة منها، ومن خلالها كان يعطي حرية الإختيار للسامعين، أي طريق يختاروا ويسيروا به من أجل خلاص النفوس… هل يطيعوا اللّـه بضمير صافٍ وأمانة حقيقية ويسيروا بامانة في الطريق الضيق بالتضحية ونكران الذات؟؟؟ أم يعبدوا الناس والعالم من أجل مصالح شخصية (كالتفاخر والتظاهر على المسرح) ويسيروا كالمرائين في طريق الضلال الذي يبدو لهم لامعاً كما في إعلامهم المُبطن بنواياه التي يأكلها الفساد من الداخل؟

 كم أصبح صعباً على الإنسان المؤمن في هذا اليوم ان يتكلم الحق وان يدافع عن كلمة الحق بالأخص عندما يكون له دور او مسؤولية في خدمة مجتمعه وكنيسته. وكم أصبح من السهل على أخيه او قريبه المأجور من جهة اخرى ان يروّج كل ما هو ضد الحق ويدمّر كل ما بناه أخيه من قبله عن طريق إعلامه المموّل وغايته الدعاية.

 صُلب الكلام هو ان مؤمني أبرشية مار بطرس الكلدانية في غرب أميركا قد نفذ صبرهم انتظاراً للمطران الجديد، وحتى اذا اتى ذاك اليوم ولابد منه، فماذا يستطيع ان يفعله؟ هل ستكون بيده عصا موسى؟؟؟ ام يستمر “بالتدريب حسب المنهاج”؟؟؟ لقد نفذ صبرهم خيبة من ان يكون مطرانهم نفسه هو مار شليمون وردوني (قريباً سيصل الى سن التقاعد أيضاً) والذي عينه قداسة البابا فرنسيس مدبراً رسولياً للأبرشية. فبالرغم من انه في مواعظه يدعو الى “حوبا وشلاما” والى “حوياذا”… لكنه في زياراته الرعائية بين المجتمع الكلداني في سان دييكو نسمعه يدعو الى توحيد أهل قريته بالذات ليكونوا عنصراً قوياً في أبرشيته. كذلك بدأ سيادة المطران شليمون وردوني (مطران الأنبار شرفاً)، يستغل منبر الكنيسة (مع الأسف كيزيليه) ليتفوه بكلمات لا تليق بقدسية المذبح، ولا تليق بالأخلاقية الإنسانية، ولا حتى هو بنفسه يسمح المؤمنين باستعمالها في الشارع. كم نأسف على هذا التدمير الروحاني في كنائسنا، وكيف سمح قداسة البابا أن يمثله هذا المدبر الرسولي؟؟؟

 أعزائنا وإخوتنا المؤمنين:

نكتب لكم هذا عن لسان ما يدور من حديث الواقع بين ناس مجتمعنا الكلداني الذين يتشكون بحالهم لبعضهم الآخر في مجالسهم بالأخص في سان دييكو لأن مسؤولي كنيستهم لم يعدوا يسمعوهم، بل يخدروهم بقانون الطاعة العمياء للرئاسة، تلك التي اتخذت (مكانة اللـه)، وبالحقيقة لا يحالفها إلا القلة القليلون من بين الذين يحضرون الكنيسة. أما غالبية مجتمعنا الكلداني من عشرات الآلاف الذين لا يحضرون حتى الكنيسة الكلدانية، نرى نسبة منهم فقط في المناسبات وكأنهم يعيشون في وادٍ آخر، يأتون للكنيسة فقط لرسم إشارة الصليب وتناول القربان المقدس ويغادرون حتى قبل سماع ملاحظات النشاطات الكنسية لأنها لا تهمهم كما لا تهمهم ايضاً لا بيانات الرئاسة ولا قرارات السياسية. نعم! هذا هو واقع %75 من شعبنا الكلداني. أما الفئة التي اصبحت مضطهدة اليوم فهم الذين يتكلمون الحق بضمير صاف، ويطيعون اللّـه قبل أي انسان آخر، ويعيشون حياتهم مع أحفادهم متمسكين ومحافظين على أيمانهم المسيحي وهويتهم الكلدانية في آن واحد لأن هذين العنصرين لا يتجزءان من ميراثنا الحضاري الإنساني.

 نسمع اليوم (تحت تدبير المطران وردوني) وبكل ألم وأسف إفادات ومعاناة طالت كثيراً يعيشها مؤمنو أبرشية مار بطرس الكلدانية بالأخص في سان دييكو، وحتى من بين خدام مذبح الرب (الذين هم فيما بينهم في فوضى عارمة ويستعملون تصرفات كطلاب الروضة)، بالإضافة الى أخويات العبادة وحتى الجمعيات والمؤسسات الدينية والمدنية، كلهم يعيشون تحت قيود وشروط وارهاب رئاسي كنسي واضح (أرجعهم الى نظام الدول الدكتاتورية وهم في بلد ديمقراطي).

 حقيقة الواقع ان الكل يحس بأن هناك ظلم جاري ويجري في النظام الجديد، لكن الرئاسة العليا تكسح كل ضمير وتتلاعب بالنفوس وكأن القضية في ملعب جمهوره (المؤمنين الأبرياء) قد أعمتهم أضواء البيانات الإعلامية، وأطرشتهم أبواق المحفوظات التخديرية، وأرعشتهم تهديدات وأوامر الرئاسة في العراق عن طريق المدبر الرسولي والذين يطيعوهم. نعم! لقد اصبحت الكنيسة المقدسة في سان دييكو مثل الملعب المفتوح، والكرة تتدحرج في الساحة فقط بين الحَكَم وحامي الهدف، أما البقية فجالسين بدون دور فقط للإحتياط  حسب الأوامر.

 منذ تسعة اشهر وبعد تقاعد وكيلها الأمين وراعيها الأول سيادة المطران مار سرهد يوسب جمو الذي أسس أبرشية مار بطرس الكلدانية هذه في غرب أميركا، محققاً خلال 14 عاماً مضت منجزات روحية تاريخية عظيمة اهتماماً منه بالدعوات الرهبانية والكهنوتية أولاً، ولتوفير الغذاء الروحي للمؤمنين من أجل خلاص النفوس ثانياً. نعم! كل ذلك كان بتدبيره ومن سخاء المساعدات وعطاء الخيّرين من العوائل المباركة وأبناء الرعية وأحفادهم الكلدان الأمريكان الذين لهم بصمات لا تُمحى بذلك إن كانت في كنائس الأبرشية عموماً، ام بالخصوص إن كانت في: سمنير مار أبا الكهنوتي، أم في دير مار كوركيس للرياضات الروحية، أم في دير حافظة الزروع لراهبات فعلة الكرم، أم في دير مار يوسف لرهبان فعلة الكرم، أم في مركز الإعلام الكلداني (ميديا سنتر- قبل إحتلاله بكل ركائزه: نشرة سَورا، موقع كلدايا.نت، موقع كلدو.اوركـ ، قناة كلدو.تي في). هذه كانت المنجزات التي حققها المطران والوكيل الأمين مار سرهد يوسب جمو لأبناء رعيته خلال 14 سنة، فضلاً عن جهوده من خلال مواعظه ومحاضراته القيمة بالحفاظ على كل ما هو أصيل وموروث من آبائنا الكلدان طقساً ولغة مع الهوية القومية الكلدانية التي كانت في سبات وجداني أيقظ الوعي نحوه سيادته بمساهمته في اول مؤتمر كلداني من نوعه ليربط الكلدان من كل انحاء العالم بحضورهم الى المؤتمر الكلداني العام الأول تحت عنوان “النهضة الكلدانية” في سان دييكو- كاليفورنيا في آذار 2011.

 ليعلم الجميع ان الغيرة والتآمر من الداخل والخارج كانا يجريان ضد المطران سرهد قبل تقاعده بسنين (لكنهم لم يفلحوا)، مما ادى الى التلوّن وقلب الحقائق الذي أصاب المسؤولين بعد تقاعده ومهد الطريق لتدمير كل هذه المنجزات كي لا يبقى حجر على حجر في أبرشية مار بطرس (غاية الرئاسة حسب تصريحها). وهذا ما جعل الرعية اليوم تفقد كل الثقة بالكنيسة وكهنتها المشتركين بهذه الخطة ضد المطران سرهد (وحتى ضد الكهنة والرهبان الأصلاء الذين ضربتهم عصا السلطة بدون رحمة وعدالة). ولقد تم ذلك بإسكات المؤمنين والأخويات والجمعيات وغيرهم ومنعهم حتى من إقامة ولو امسية توديعية بسيطة لراعي الأبرشية بعد تقاعده، ولا حتى بدعوته للمشاركة في اي احتفال كنسي منذ تقاعده وحتى اليوم. بل بالعكس فأن أخيه المدبر الرسولي وأصحاب الطاعة يروّجون الإشاعات ويقولون للشعب بأنهم يدعونه وهو يرفض. (أين الضمير والعدالة يا رب)!

 ان المطران سرهد يوسب جمو حي يرزق بإيمانه وأصالته وحكمته وفهمه، ولن يتوقف كأسقف عن مساهماته بموسوعاته التثقيفية روحياً وحضارياً. ولا يبخل أبداً بتلبية دعوة كل من يدعوه لمشاركتهم أفراحهم وأيضاً احزانهم. وبابه مفتوح للذين يتفقدونه ويزوروه حيث يسكن في دار اقربائه الذين قاموا بشراء بيت ليسكن فيه بعد ان تم إخلاء وغلق دير مار يوسف للرهبان الذي كان سيادته يسكن في بقعته في دار صغيرة بناها له على نفقته وسط الدير ليكون قريباً من الرهبان، وكانت امنيته ان يقضي ما تبقى من عمره معهم في ربوع هذا الدير الخلاب.

هذه كانت بالحقيقة ضربة كبرى في صميم أبرشية مار بطرس الكلدانية في سان دييكو، لا بسبب طرد المطران سرهد من مسكنه، وإنما بسبب سكوت الضمائر المؤمنة وعدم إحتجاج اي نفس على ارتكاب مثل هذه الجريمة بحق الرهبان والتجاوز على حقوقهم وحياتهم الرهبانية التي تختلف عن الحياة الكهنوتية. كذلك بسبب حجم الدمار الروحي الذي أصابهم على يد كل من شارك في أخذ هذا القرار وغلق هذا الدير للرهبان الكلدان الذي أسسه سيادة المطران سرهد عام 2015 تلبية لعطش الدعوات الرهبانية للشباب الكلدان في الأبرشية ومن اي مكان آخر خارج العراق.

أما عن موضوع عدم قيام المسؤولين لحد اليوم بواجبهم الأصولي تجاه اسقف الأبرشية المتقاعد فهذا أمر مقصود وليس مُهمل، ونهائياً ان مثل هذا الأمر لا يهم شخصاً متواضعاً كسيادة المطران سرهد المعروف عنه بكرامته وأصالته وأمانته، إضافة الى مساهماته المالية شخصياً والموثقة، منه ومن أفراد عائلته، والتي لا تفوقها اي مساهمات اخرى تماثلها من اي اكليروس وأقربائه عطاءً لكنيستهم.

 ان ما نراه واضحاً وبكل أسف اليوم في أبرشية مار بطرس هو: فوضى وتهديد في الكنيسة، إحباط في المجتمع، انقسام في العوائل، شكوك في الضمائر، والشعب والكهنة مسيّرين كالخرفان بلا راع أمين، لأن المدبر الرسولي مار شليمون “كيزيليه” مشغول بما ليس له- فكيف للطباخ ان يصنع طائرة؟؟؟ – وكيف لراعي غنم ان يصلح كهربائيات “فيوس”؟؟؟

 النتيجة هي انه منذ اليوم الأول لوصول سيادة المطران مار شليمون وردوني وقعت في (أيديهم) جوهرة الكلدان في العالم، وقبضوا على أبرشية مار بطرس في سان دييكو، فوقف سيادته على منبر كاتدرائية مار بطرس في سان دييكو، وامام شعب الحاضرين، والأساقفة والكهنة الجالسين على مذبح الكاتدرائية، وقال بأن هناك “فيوس-fuse” في أبرشية مار بطرس (وهي العامرة بمنجزاتها الروحية التي لم ولن سوف تحقق مثلها اي أبرشية كلدانية في التاريخ). ولكن الى هذا اليوم وبعد 9 اشهر لم يتمكن المطران وردوني من تصليح ذاك الذي سمّاه “فيوس”…. بل انه بعد أن دمّر كل شيء (لا تلوموه كلياً لأن هذا لم يكن من تدبيره وإنما حسب أوامر الرئاسة في العراق)، نرى ان أبرشية مار بطرس اليوم تعيش تحت تعتيم عام (شورط) والمؤمنين في ظلام ينتظرون على أحر من جمر عودة النور والطمأنينة في النفوس، والوحدة الكنسية الطبيعية، والروحانية المفعمة التي كانت ملتهبة بحرارة الايمان التي أشبعت عطش المؤمنين صغاراً وكباراً لمدة 14 سنة.

 ان الذين لا ينظرون هذا الواقع ولا يعترفون بهذه الحقيقة ويطبقوا وصية الطاعة العمياء خوفاً على سمعتهم، أو طردهم من مقاعدهم (لا يوجد اي قانون بذلك)، فهم مشتركون بدمار كنيستهم، وعدم أمانتهم على ميراثهم. نطلب لهم راحة الضمير، ومبروك لهم خدمة الملعب (المقدس).

kaldaya.me– كادر موقع: آنا كلدايا

Follow Us