Articles Arabic

تزايد آلاف المشاهدات لقداس المطران سرهد للمرة الثانية! هل ان المؤمنين في عطش وجوع روحي؟؟؟

وسن جربوع
ان تفعيل الإعلام لنشر الحقيقة والكرازة بالحقيقة هو أمر وعمل أنساني يعكس جوهر وإيمان وأصالة الشخص الذي يقوم به ويبثّه. وهذا ما نشهده بكل وضوح في الإعلام الذي يُفَعِّله سيادة المطران سرهد يوسب جمو مدنياَ ودينياَ منذ بداية سيرته وحتى بعد تقاعده، فهو يُعتبر حقاً من الرواد الأوائل في مجال الإعلام الكلداني صحفياً وإذاعياً، وفي البث الألكتروني مؤخراً.
يحرص سيادته على نشر الإعلام الذي يستوحي الإنجيل، وعليه ان يتشرف بكونه إعلاماً مسيحياً صادقاً وليس إعلاماً مخادعاً دجالاَ. وهذا ما جعل المؤمنون ان يتفاعلوا بكل تجاوب مع هكذا إعلام يُشبع جوعهم وعطشهم الروحي كما هو الحال والواقع أمامنا في صفحة التواصل الإجتماعي الكلدانية التي تظهر في الصورة أعلاه والتي بثت القداس الإلهي المباشر الذي احتفل به المطران سرهد في داره يوم رأس السنة وذلك بدلالة تزايد عدد المشاهدات الفعلية، والإدلاء بالآراء والمداخلات البناءة، وبتناقل الموضوع ومشاركته مع الآخرين.
لقد كانت من الصدفة ان يحضر القداس ذلك اليوم أحد الشباب الكلدان المباركين في سان دييكو (وهو ليس مصور محترف) ويقوم بالتصوير ونقل القداس الذي أقامه سيادة المطران سرهد من مصلّى داره مباشرة على الانترنت يوم رأس السنة الميلادية الجديدة 1\1\ 2017، ظهر أحد سابوع السنة الجديدة حسب طقسنا الكلداني المشرقي الأصيل. ولكنها لم تكن صدفة بأن يتزايد عدد المشاهدات، وللمرة الثانية بعد اسبوع، لقداس هذا المطران المتقاعد منذ ساعة بثّه يوم رأس السنة، وما بعده، وحتى اليوم (أكثر من 8 آلاف مشاهد) بعدد يفوق ما وصلت اليه المشاهدات لقداسه وموعظته ليلة عيد الميلاد المجيد.
عن ماذا يدل هذا الحضور والتفاعل من بعيد؟؟؟ لربما هناك جوع وعطش روحي ملموس بين صفوف المؤمنين مما جعلهم أن يتفاعلوا بإشتياق وبتجاوب فوري مع هذا الإعلام المسيحي الصادق الذي وصل الى ما يقارب 23,000 شخص عبر الإنترنت حسب الإحصائية المؤشرة في الصورة أعلاه.
ان المطران سرهد ليست نيّته إنشاء كنيسة، أو إجبار المؤمنين لزيارته، أو حضور قداسه، ولكنه كما وصفه بيان البطريركية الكلدانية المنشور في أخر أيام عام 2016: “ان سيادة المطران مار سرهد يوسب جمو المتقاعد من ابرشيه مار بطرس الرسول في اميركا منذ أيار 2016، لا يزال حبراً من أحبار كنيستنا الكلدانية الكاثوليكية، وأحد أعضاء سينودسها. وحالياً يمضي سيادته تقاعده في مقر إقامته في ساندييكو وقد أنشأ فيه مؤخراً مصلّى صغيراً ليحتفل فيه بالذبيحة الإلهية”.
الحقيقة هي ان سيادته يؤدي واجبه ورسالته الكهنوتية ومسؤولياته الأسقفية الرعوية ككاهن واسقف الى الابد (فخري لأبرشية مار بطرس الكلدانية) باستمرارية وحيوية ساطعة متكلاً على الرب ومطيعاً له بكل ما وهبه له من إيمان وأصالة وتواضع وعلم وحكمة من أجل نشر بشارة الإنجيل والسير في طريق الخلاص للنفوس.
وان سيادته ظهر مرة اخرى كي يأخذ دوره كما يجب وفي نطاق أوسع لخدمة الكلمة، وأيضاً لخدمة الأمة الكلدانية. ونحن نطلب منه المزيد من المحاضرات التي ينتظرها منه المؤمنون الكلدان وغير الكلدان، حسب الإتصالات والمكالمات التي تأتيه من كل أنحاء العالم لأنهم يعتبروه مصدراً ومنارة تبث وتثمن وتفتخر وتصون ميراثنا الكلداني النابع من جذور الحضارة البابلية النهرانية ثقافياً وروحياً منذ بدء الخليقة وبعد مجيء المسيح المخلص وحتى اليوم.
ان المطران سرهد يتأمل في حياته من خلال حياة يسوع التي يجب ان تكون مثال لكل مسيحي على وجه الأرض كما سجلها لنا الكتاب المقدس، بحيث ان كل ما تكلم به يسوع مع تلاميذه وعلمهم كانت امور حياتية من الواقع الإجتماعي الذي كانوا يعيشونه، وهو لا يختلف كثيراً عن واقعنا الإجتماعي الذي نعيشه اليوم بين الناس إن كان في البيت ام في العمل أم في الكنيسة.
نقرأ في الفصل السابع من انجيل يوحنا كيف ان اليهود كانوا يطلبون لقتل يسوع، وكانوا يعرفون جيداً ان الجموع يتحدثون عن يسوع بينهم ولكن لا علانية لأنهم كانوا يخافون من اليهود. أما يسوع فكان يجيبهم بأن تعليمه ليس له بل للذي أرسله، ومن يتكلم من نفسه فهو يطلب مجد نفسه، وأما من يطلب مجد اللّـه فهو صادق وليس فيه ظلم (يوحنا 7:18). بعض الناس كانوا يقولون عن يسوع انه صالح، وآخرون يقولون انه يضلل الشعب (يوحنا 7:12)، ولكن يسوع يسألهم: ليس أحد منكم يعمل الناموس! لماذا تطلبون ان تقتلوني؟ أجابه الجمع قائلين: بك شيطان! (يوحنا 7:20) ومَن يطلب أن يقتلك؟؟؟ أجابهم يسوع وقال: عملاً واحداً عملتُ فتتعجبون جميعاً (يوحنا 7:21).
هنا يقول المطران سرهد: أن كانوا قد عملوا كل هذا بالرب يسوع، فمن أنا بالنسبة ليسوع المسيح؟ فمن أكون أنا ذاك الإنسان الضعيف كي لا يعمل الناس بي مثل ذلك؟
فيا إخوتي: لنطلب من الرب يسوع المسيح في بدء هذا العام الجديد 2017، وبشفاعة امنا العذراء مريم ويوسف المربّي الصدّيق، وجميع الأبرار القديسين، ان تكون هذه السنة الجديدة سنة مباركة لمسيرة كنيستنا الكلدانية جمعاء، برئاستها، وأساقفتها، وآبائها الكهنة، وشعبها المسيحي المضطهد بالأخص في الوطن الأم، كي تسير بأمانة حسب تعاليم الإنجيل وكلمة الحق وميراث كنيستنا الكلدانية الأصيل منذ زمن الرسل والى يومنا هذا.
أما الموعظة التي ألقاها سيادته فكانت كرازة قيّمة كالمعتاد، تتمحور حول المسيح الذي هو مركز حياتنا مهما مرت السنين، ومعه نكبر ونعيش هذه الحياة، نوّدع سنة ونستقبل الأخرى بملء فرح البشارة والرجاء… آمين.

Follow Us