Articles Arabic

سيدي المسيح .. بعد التحية  “ماذا أكتب عن من هو كتابا للحياة”

يوسف تيلجي
 دعهم يوثقون ميلادك كما يريدون، تقويما غربيا، تقويما شرقيا ..
ودعهم يثبتون تاريخ صلبك وفق حساباتهم العقائدية ..
ودعهم يقولون ما يقولون على طبيعتك أو على طبيعتيك ..
ويتفلسفون حول ماهية “ناسوتك ولاهوتك ” (* ) ..
ودعهم يشكلون أحزابا بأسمك، وأنت منها براء، لأنك بلا حزب وبلا أنتماء، لأنك الحياة ..
ودعهم يبتدعون طوائف وقوميات تحت لوائك، سريان، كلدان، أشوريون، أنجيليين .. ، وأنت واحد في الكل يا سيدي .. وبلا طائفة ..  
فأنت يا سيدي لم تنتمي لأي من هولاء .. أنت كنت السيد المسيح .. المسيح اللامذهبي، الغير طائفي، اللاقومي .. لأنك مسيح المحبة والتضحية .. مسيح الوحدة ..
فالكل يقول أن المسيح الحقيقي هو ما مسيحيتنا عليه، والباقي بعيدون عن الحق ..
مزقوا أيقونتك يا سيدي .. وكل طائفة أخذت قصاصة منها، وساروا بها، وقالوا هذا هو المسيح الحق! .
لم تكن يوما يا سيدي .. قصاصات ولا طوائف ولا قوميات ولا فرق ولا جماعات ولا مذاهب، لأنك المسيح ..
الى متى التفرق والتمذهب والتحزب .. والمسيح واحد ..
الى متى التناحر والتخندق في تفسيرات وأجتهادات بعيدة عن المسيحية، وذلك لأن المسيحية هي طريق المحبة، وهذا الأمر فوق الأجتهادات والتفسيرات البشرية .. لأن المسيح محبة وحياة .. 
الى متى متاع الدنيا وأهوائها تنسي علية القوم!! طريق المسيح الحق.
سيدي دع عقائد الأخرين، على مشيئتهم، فهم يتبعون رايات الموتى ..
ونحن نقول، فلنترك الموتى وقبورهم ونلحق الحي السرمدي، الى أبد الأبدين، حسب قول الأنجيل لِماذا تَبحَثنَ عن الحَيِّ بَينَ الأَموات ؟ ” (لوقا 24، 5) .
فالمسيح هو البداية والنهاية، أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ ، أنَا أُعْطِي الْعَطْشَانَ مِنْ يَنْبُوعِ مَاءِ الْحَيَاةِ مَجَّانًا” (رؤ21/6)  
أيها الجموع كلوا خبزا لا ينضب ولا يفنى، وفق قولَ يَسُوعُ  أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاة، مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ فلاَ يَجُوعُ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِي فلاَ يَعْطَشُ أَبَدًا.  ( يو6/35 )، حتى يهتدي الأخرين معكم الى خبز الحياة.
متى تتركوا الكراسي والزعامات والرئاسات، وتتبعون طريق الخلاص، قال يسوعأنا هو الطريق والحق والحياة” ( أنجيل يوحنا).
سيدي .. البعض من يدعون أنهم ممثليك والداعين بأسمك، عشقوا الدنيا، فتقلدوا بالذهب والزمرد، وأنت على الصليب لم يبقى لك شئ في الدنيا قبل صعودك للسماء، (اقْتَسَمُوا ثِيَابِي بَيْنَهُمْ، وَعَلَى لِبَاسِي أَلْقَوْا قُرْعَةً / 36 أنجيل متى) .
سيدي .. البعض يضع قوميته فوق أسمك وأعلى من صليب التضحية والخلاص الذي صلبت عليه، فماذا سيقولون هولاء يوم الخلاص حين يسألون من أنتم!! ..
سيدي أنت الخلاص يوم الدينونة لأنك القائل أنا هو الطريق .. لا أحد يأتى الى الآب إلا بى” (يوحنا 14:6) .
فمتى تنسون الفرقة ولوحدة المسيح تتذكرون ..
متى بالأعياد والمناسبات تتوحدون وتحتفلون ..
فأنتم بعيد القيامة تصلبوه مرات ومرات .. فكيف أليه تركعون ..
متى تحت راية المسيح التي لا تفنى تجتمعون ..
متى بالمسيح الفادي والمخلص “حقا” تؤمنون ..
متى ومتى .. أيها التائهون !!! .
——————————————————————
(*) للتوضيح حول طبيعة المسيح، أنقل التالي وفق موقع / كنيسة سانت تكلا ، نقل بتصرف ((موت المسيح معناه انفصال روحه عن جسده. وليس معناه انفصال لاهوته عن ناسوته. الموت خاص بالناسوت فقط. إنه انفصال بين شقيّ الناسوت، والروح والجسد، دون أن ينفصل اللاهوت عن الناسوت. وما أجمل القسمة السريانية التي نقولها في القداس الإلهي، والتي تشرح هذا الأمر في عبارة واضحة هي: انفصلت نفسه عن جسده. ولاهوته لم ينفصل قط عن نفسه ولا عن جسده. انفصلت الروح البشرية عن الجسد البشري. ولكن اللاهوت لم ينفصل عن أي منهما، وإنما بقى متحدًا بهما كما كان قبل الموت. وكل ما في الأمر أنه قبل الموت، كان اللاهوت متحدًا بروح المسيح وجسده وهما (أي الروح والجسد) متحدان معًا، أما في حالة الموت، فكان اللاهوت متحدًا بهما وهما منفصلان عن بعضهما البعض. أي صار متحدًا بالروح البشرية على حدة، ومتحدًا بالجسد على حدة. والدليل على اتحاد اللاهوت بروح المسيح البشرية أثناء موته، أن روح المسيح المتحدة بلاهوته استطاعت أن تذهب إلى الجحيم، وتطلق منه كل الذين كانوا راقدين فيه على رجاء – من أبرار العهد القديم – وتدخلهم جميعًا إلى الفردوس ومعهم اللص اليمين، الذي وعده الرب على الصليب قائلًا “اليوم تكون معي في الفردوس” ( لوقا43:23 ) . والدليل على اتحاد اللاهوت بجسد المسيح أثناء موته، أن هذا الجسد بقى سليمًا تمامًا، واستطاع أن يقوم في اليوم الثالث، ويخرج من القبر المغلق في قوة وسرّ، هي قوة القيامة)).

Follow Us