News Arabic

زئير يوحنا المعمدان يحضّر لمجيء الخلاص من سلطان الخطيئة

أنا كلدايا – kaldaya.me
مع مولد مار يوحنا المعمدان كان قد حل حنان اللّـه على الوالدين زكريا الذي كان شيخاً واليشباع التي كانت عاقر. وايضاً بدأ الحنان على البشرية بالإعلان بقدوم مخلص البشرية بكون يوحنا هو صوت زئير في البرية لتحضير السبيل الى مجيء ابن اللّـه يسوع المسيح.
قدم الأب نوئيل كوركيس موعظته للأحد الثالث من سابوع البشارة من إنجيل لوقا (الفصل الأول: 57-النهاية)، وذلك في القداس الإلهي الذي أقامه مساء السبت 10ديسمبر 2016، ويقيمه كل يوم سبت بعد صلاة الرمش في 5:30 في كنيسة مار يوحنا المؤجرة في الكهون، قائلاً: أنه كان من المفروض على مار يوحنا ان يكون في الهيكل كونه من عائلة كهنوتية، وايضاً لأن بشرى الحمل به حمله تمت في قدس الأقداس في هيكل أورشليم. ولكن نجده يسكن برية قمران ومن هناك اتخذ له تلاميذ من جماعة الأسينيين، وأول تلاميذ يسوع كان من تلاميذه.
يوحنا لم يقدر ان يبقى في الهيكل كون الهيكل كان مغارة لصوص وأصبح بيت تجارة حيث الفساد واستغلال مكانة الهيكل المقدسة لجشع الكهنة.
لذا فضّل أن يقيم في البراري من ان يبقى في ذلك الهيكل المنحرف، أراد أن يعبد ربّه بحرية وبراحة الضمير والبال منتظرا “ملء الزمان” لمجيء المخلص “مولوداً من إمرأة”، فكان أن أرسل يوحنا اثنان من تلاميذه الى يسوع ليسأله هل هو؟ أم ننتظر غيره؟ وثم يرسلهم يسوع ما يشاهدون ويختبرون: فلما جاء اليه الرجلان قالا يوحنا المعمدان قد ارسلنا اليك قائلا انت هو الاتي ام ننتظر اخر، وفي تلك الساعة شفى كثيرين من امراض وادواء وارواح شريرة ووهب البصر لعميان كثيرين، فاجاب يسوع وقال لهما اذهبا واخبرا يوحنا بما رايتما وسمعتما ان العمي يبصرون والعرج يمشون والبرص يطهرون والصم يسمعون والموتى يقومون والمساكين يبشرون، وطوبى لمن لا يعثر في. (لوقا 7:20- 23)
كان على مار يوحنا أن ينظف ويطهر الهيكل ولا يتركه ليدمّره لكهنة اللصوص، ولكنه لم يعمل ذلك لأنه ليس هو شخص القائد للقيام بهذه المهمة، ولذا فعندما جاء يسوع وشاهد ما شاهده من الاستغلال في الهيكل عمل له (قمجي) سوطاً من حبال وشرع بإخراج الحيوانات وقلب موائد الصيارفة، لأنه مكتوب “غيرة بيتك أكلتني”، الى ان سأله بعض الكهنة بأي سلطان يفعل ذلك؟ فقال لهم ان ينقضوا الهيكل ويخربوه لأنه لم يعد يخدم الهدف الذي بُني من أجله وهو لتمجيد الرب فيه، ومن الأفضل على يسوع أن يقيم هيكل جسده عِوَض الهيكل السليمان كي يُسبَّح ويُمجَّد اسمه. فأي هيكل مهما تكون مكانته اذا كان ما يُمثّل ربه فيه مخفي ومطموس من قبل وكيل غير أمين فذاك الهيكل يجب أن يخرب ويعاد بناءه مجدداً.
وأي شخص وفي أي درجة كانت اذ اصبح هو مركز الهيكل عِوَض رب الأرباب والإله المخلص فلا بد ان يأتي يوم ويُنقض ذاك الهيكل والشخص لا محالة اذا ما أراد المؤمن الأمين أن يعبد ربه بضمير نقي وصافي متحرر من قيود الإنسان الشخص المسؤول وسلطته الظالمة، ويكون له شجاعة يوحنا المعمدان بأن يقول له: لقد جعلت بيت أبي محلاً لتمرير اجنداتك البشرية لتنفيذ مصالحك الشخصية غير الأصيلة والبعيدة عن الميراث الروحي للآباء الأبرار الذين زيّنوا هيكل الرب بكنوز مواهبهم وأشعارهم وفنهم وفكرهم الروحاني النقي.
ختاماً: ان مار يوحنا المعمدان عاش في البرية، وتعلموا جيداً من يعيش هناك؟؟؟ انه الأسد (أريا)، لذا فارفعوا زئيركم أيها المؤمنون الأمناء الأصلاء، واقتدوا بهذا النبي الذي ختم العهد القديم ليبدأ بالعهد الجديد.

Follow Us