News Arabic

أول قداس للقس المفصول نوئيل في كنيسة مار يوحنا – علامة مشجعة لإنقاذ ما تبقى من أصالة طقسنا الكلداني الرسولي

ܐܸܬܼܠܲܒܲܒܝܼ ܒܪܵܬܝܼ ܗܲܝܡܵܢܘܼܬܹܟܼܝܼ ܐܲܚܝܵܬܹܟܼܝܼ. ܙܸܠܝ ܒܲܫܠܵܡܵܐ

“كوني شجاعة يا إبنتي إيمانك خلّصكِ. إذهبي بسلام” لوقا 8: 48

img_7094

 قبل ثلاثة أشهر، وفي يوم 15 تموز 2016، قطعت أبرشية مار بطرس الكلدانية في سان دييكو بأمرٍ من البطريركية الكلدانية صِلاتها مع القس نوئيل كوركيس في رسالة (وصلت له من تحت الباب) أرسلها له المدبّر الرسولي للأبرشية يقول فيها “… تنقطع صلاتكم بأبرشية مار بطرس…”. وكان قصدهم بذلك إبعاده وقطع صلته من الكنيسة الكلدانية ومنعه من إقامة القداس الإلهي بالطقس الكلداني!  ذلك الطقس والليتورجية الذي هو مُلك الكنيسة وليس مُلك الرئاسة.

 فمنطقياً ومن المفروض أنه لم يبق للبطريركية ولا للمدبّر الرسولي اي علاقة او سلطة على القس نوئيل. لذلك فهو يستمر بكهنوته مطيعاً للرب بكونه خادم الرب، وأميناً لدعوته الكهنوتية بكونه كاهناً الى الأبد، وأميناً على ميراث وطقس كنيسته الكلدانية الكاثوليكية المقدسة بكونه كلداني أصيل يفتخر بهوية أبائه ولغته وطقس كنيسته، ومكرزاً بكلام الحق وإظهار الحقيقة.

 ولهذا لم يتوقف القس نوئيل من إقامة الذبيحة الإلهية بعد فصله ظلماً من أبرشيته العزيزة، إذ كان المؤمنون يطلبون منه إقامة القداديس في بيوتهم، فحالاً وبعد قرار الفصل بيوم واحد في 16 تموز بدأ أبونا نويل بإقامة القداس الإلهي بالطقس الكلداني في البيوت، ومن ثم في دار والده الكريم كل يوم سبت. ولكن نظراً لضيق المكان وحاجة المؤمنين توجب عليه بأن يبحث عن بناية او كنيسة يستعملها لتكون مكاناً لائقاً للعبادة وملائماً للإستمرار في واجبه الكهنوتي في خدمة أسرار الكنيسة. هكذا وبإتكاله على الرب “إقرعوا يفتح لكم”، فتحت له كنيسة القديس يوحنا \ سانت جون في الكهون أبوابها وتم تأجير هذه الكنيسة اللوثرية مقابل مبلغ شهري تبرّعت به مُقدماً عائلة كلدانية مباركة، مع تبرّعات المؤمنين باركهم الرب جميعاً.

 وهكذا فرح المؤمنون بحضورهم أول قداس للقس نوئيل كوركيس في كنيسة مار يوحنا، وهذه علامة مشجعة لإنقاذ ما تبقى من أصالة طقسنا الكلداني الرسولي من الدمار. أما الأسباب التي شجعت الأب نوئيل باستعمال هذه الكنيسة بالذات فهي:

1-   الترحيب الأخوي والإحترام الذي لاقاه من القس رجرد كاهن الكنيسة.

2-   كون الكنيسة اللوثرية قريبة جداً من ترتيب ونظام الكنيسة الكاثوليكية حيث يوجد في هيكل الكنيسة المذبح المقدس لتقريب الذبيحة، وكذلك حقة القربان والماء المقدس.

3-   ان دخولنا الى هذه الكنيسة لا يعني تركنا لإيماننا الكاثوليكي، بل هو لإثبات حقيقة إيماننا ومبدأنا وأصالتنا في المجتمع الذي يقبلنا ويحترم حقوقنا، وهي خطوة صحية لكسر الحواجز التي تفرقنا عن إخوتنا المسيحيين من الكنائس الشقيقة.

4-   لم تضع هذه الكنيسة اي شروط على الأب نوئيل من ناحية استعمال الطقس الكلداني المشرقي الكاثوليكي، وهذا كان الدافع الرئيسي لعدم لجوئه الى الكنائس الكاثوليكية (في الوقت الحاضر) إذ سيكون مُجبراُ فيها باستعمال طقس تلك الأبرشية وعدم السماح له بالطقس الكلداني.

 فجاء مساء السبت 15 اكتوبر 2016 وهو الأحد الأول من تكليل الصليب المقدس حسب طقسنا الكلداني، ليكون اليوم الأول الذي يحتفل به الأب نويل (وكل سبت) بالقداس الإلهي في كنيسة مار يوحنا في الكهون في تمام الساعة 5:30 مساء، بحضور المؤمنين الكلدان، وبمشاركة كاهن الكنيسة نفسه الذي كان سعيدا ومرحّباً بمؤمنينا في كنيسته قائلاً: هذا هو بيتكم وكنيستكم، اذ جاء بنفسه وحضر القداس الإلهي بكامله معنا، وكذلك تناولَ القربان المقدس مع المؤمنين.

 كانت القراءة لذلك اليوم من انجيل لوقا- الفصل  8: 41- 56، حول شفاء إبنة يوآرش رئيس المجمع التي كان عمرها 12 عاماً وكانت مشرفة على الموت، فاستجاب يسوع لطلب والدها، وأثناء ذهابه ليشفيها زاحمه  الشعب وشعر بأن قوة خرجت منه، فطلب ان يعرف مَن لمسه.

 بدأ الأب نوئيل موعظته قائلاً: اننا في كثير من الأحيان وفي حياتنا اليومية نشعر بأن الدنيا ستنقلب علينا ولا أمل لنا بعد من كثرة مشاكلنا وصعوبة الحياة التي نعيشها والأمراض التي تصيبنا ولا من علاج… صحيح ان الإنسان اذا إتكل على نفسه لا يقدر ان يخرج من مشكلته، ولكن الإنسان المؤمن الذي يذهب عند يسوع ويقول له حاجته، وحتى إن لم يقل، كما فعلت المرأة النازفة مدة ١٢ سنة بعد ان أنفقت كل ما لديها للأطباء ولم تنل الشفاء الى ان تجرأت ان تلمس رداء يسوع  من الخلف فخطفت الشفاء من يسوع بخروج قوة منه كي تنال الشفاء لأنها اقتربت منه وكلها إيمان بأنه قادر أن يشفيها.

كم من الناس كانوا يزاحمون يسوع في طريقه الى بيت يوآرش وكان لهم مرض او مشكلة ولكنهم لم يحصلوا على ما حصلت عليه المنزوفة، لأنهم لم يقتربوا منه بإيمان وثقة، ولربما كانت فقط للفضولية كي يروا يسوع. وكم منا نحن المؤمنين نذهب الى الكنيسة ولنا مرض ونطلب الشفاء ولا نناله.

ان يسوع يشفي الإنسان الذي يقترب منه بإيمان وثقة، لهذا لم يعد أمر هذه الإمرأة خفي بعد ان نادى يسوع ان قوة خرجت منه ويريد ان يعرف الشخص الذي لمسه، الى ان اقتربت منه تلك المرأة أمام الجميع حينها قال لها يسوع: تشجعي يا ابنتي إيمانك خلصك، اذهبي بسلام. (كلمة “تشجَّعي” موجودة في النص الكلداني في الكتاب المقدس فقط ولا توجد في الترجمة العربية).

 يظهر ان غالبية المؤمنين ليس لهم شجاعة كافية بأن يقتربوا من يسوع ويعلنوا الحقيقة التي يريدها ان تظهر امام جميع الناس، وعلى مَن هم متكلين. فالذي له ثقة وإيمان بأن يذهب الى يسوع ويقدم له طلباً ان يقوده، فلا محالة بأن يسوع سوف يرافقه في طريقه، حتى وإن سمع خبراً صعباً كما سمع يوآرش الناس تقول له بأن ابنته ماتت فلا تُتعب المعلم. لكن يسوع قال له: ثق انها لم تمت وإنما هي نائمة، لهذا واصل يسوع طريقه الى بيت يوآرش حيث كان الناس ينوحون على الطفلة التي هي بعمر الزهور، أما يسوع فطمأن والديها بأنها نائمة، لهذا ناداها قائلاً: ܛܠܝܼܬܼܵܐ ܩܘܼܡܝ طليثا قومي، فقامت!

 هكذا يا إخوتي يسوع ينادينا نحن أيضاً بأن ننهض.

 وهكذا يستمر خادم الرب القس نوئيل كرازته بالإنجيل، ويستمر في كهنوته لخدمة المؤمنين، ورفضه للإنحراف والأضاليل الدخيلة من أجل إنقاذ ما تبقى من أصالة طقس كنيسته الكلدانية المقدسة، طقس الآباء الرسل الموروث منذ زمن المسيح، ولكنه يُدَمَّر اليوم ونحن ساكتين.

 

Kaldaya.me

img_7089

img_7091img_7094img_7098img_7100img_7104img_7106img_7108img_7110img_7111img_7117img_7121img_7123img_7124img_7127img_7129img_7131img_7135img_7139img_7140-2img_7140

img_7254

 

Follow Us