Articles Arabic

الأسلام .. وأغتيال الكلمة الحرة/ “ناهض حتر”

يوسف تيلجي 

* لا زلنا نتبول على أنفسنا ليس خلال نومنا فقط، بل حتى في يقظتنا، نهارا جهارا، وذلك لأننا بشر بلا قرار وبلا حرية وبلا أفق للتعبير الحر، مكبوتون مأبونون بالخرافة، مهووسون بالغيبيات، مسلوبون العقل والأرادة، نحن مسجونون داخل شرنقة أسمها “الكذب والوهم”، ونكابر، ونكذب ولا زلنا .. نكذب ونكذب، أمام الأعلام، في مؤتمراتنا، في أجتماعاتنا، مع أصدقائنا، مع مسؤولينا، مع أسرنا وحتى نكذب على أنفسنا، ونصدق كذبنا .. فمتى نصحوا من هذا الوهم، الجواب: لا أحد في المعمورة يدري أو يعلم متى!، لأننا نحن بذاتنا وضميرنا، لا نريد أن ندري!!.

* “ناهض حتر” (*1) الكاتب الصحافي الأردني، أغتيل ب 6 أطلاقات أمام المحكمة، ثم ماذا!!، هل عملية الأغتيال هذه وغيرها ستكت أفواه التعبير الحر!، هل أنتهى الأمر بقتل ناهض حتر!، هل كلما يبرز فاه حر يأبى القيود يملأ فمه رصاص! هل أن كل المعضلات والخلافات والأختلافات الفكرية والمعتقدية يكون حلها القتل!! وهل القتل هو الحل الوحيد أمام الفكر الديني المتطرف!!، أغتيالا أو أعداما أو نحرا!!، هل سنستمر بقتل كل مخالفينا ومعارضينا!! هل أن مساحة القتل في فكرنا، مفتوحة على مصراعيها وبلا حدود! .. فمتى سنصحوا من ثقافة القتل!.

* أولى التقارير تشير الى أن منفذ الأغتيال هو أمام مسجد (*2)، وسؤالي لمن يتبع منفذ عملية الأغتيال، هل يتبع الفاتيكان مثلا! أم يتبع الكنيسة الأرثوذكسية! وذلك لأن الكل تبرؤا منه فجأة، فقد جاء في الموقع الألكتروني/ الجزيرة نت، التالي: (كما استنكرت دائرة الإفتاء العام في بيان مقتل حتر، مؤكدة أن “الدين الإسلامي برئ من هذه الجريمة البشعة ودعت أبناء المجتمع الأردني جميعا باختلاف أديانهم وأطيافهم إلى الوقوف صفا واحدا خلف قيادتهم الهاشمية ضد الإرهاب ومثيري الفتنة”. بدورها، دانت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن مقتل حتر. وقال الناطق باسم الجماعة بادي الرفايعة في بيان إن الجماعة “تستنكر هذا الاعتداء والطريقة البشعة التي جرت فيها”. وأضاف “نحذر من إثارة الفتنة وندعو الجميع في وطننا الغالي للحفاظ على أمنه واستقراره” / نقل من موقع الجزيرة). السؤال الأهم، المراجع الحكومية لم تذكر ثقافة و فكر القاتل، ولم تبين خلفيته المعتقدية المتزمتة، ولم تهمس بخطابه الديني المتطرف، ولم تعلن عن مرجعيته الدينية المبنية على نصوص وأيات السيف!!، أن المكون الفكري للقاتل/من كل ما سبق، من المؤكد سيؤدي ليس الى فتح قنوات حوار، بل فتح قنوات دم!!.

* خلاصة وخاتمة – أن الذي أغتال “ناهض حتر”، هم “شيوخ دين” الذين تبرقعوا بالدين واجهة وغطاءا، رجال يحرضون على القتل ضمن نصوص تدعوا الى الأنتقام من كل مخالف، رجال لا تؤمن بالكلمة الحرة، رجال لا تفقه سوى تقديس الماضي، رجال همها أن تبقى على أنوف الاخرين وأن أغرقت كل الطرق دما وجماجم!، رجال لا ترى سوى أخمص قدميها، رجال خطابها الديني مغروس بالكراهية والحقد والتكفير والتطرف وألغاء الأخر، رجال تتاجر بالدين!، رجال ستجلب البلاء على هذا الدين الذي خطفته ووضعته تحت عبائتها!.

—————————————————————–  

 (*1) ناهض حتر (1960 25  سبتمبر 2016) هو كاتب وصحافي يساري أردني، خريج الجامعة الأردنية قسم علم الاجتماع والفلسفة، ماجستير فلسفة في الفكر السلفي المعاصر. يعتبر عراب الحركة الوطنية الأردنية في العقد الأول من القرن الحالي.  سجن مرات عديدة أطولها في الأعوام77 و79 و96 تعرض لمحاولة اغتيال سنة 98 أدت به إلى اجراء سلسلة من العمليات الجراحية، اضطر لمغادرة البلاد لأسباب أمنية إلى لبنان سنة 98، وكان مقيماً في عمان قبل اغتيالة. له عدة اسهامات فكرية في نقد الإسلام السياسي، والفكر القومي والتجربة الماركسية العربية. اسهامه الأساسي في دراسة التكوين الاجتماعي الأردني. كان حتر قبل وفاتة كاتباً في صحيفة الأخبار اللبنانية[2]، موقوف عن الكتابة في الصحافة الأردنية منذ أيلول 2008 . / نقل من الويكيبيديا.

(*2) ان منفذ عملية اغتيال الكاتب ناهض حتر صباح اليوم امام قصر العدل هو (ر.ع) مواليد 1967، يعمل امام مسجد في ماركا، وهو يحمل اسبقية الايذاء، وقد قام باطلاق النار من سلاح ناري مسدس واصابة الكاتب ناهض حتر مواليد 1960 بثلاث اعيرة نارية بالراس على درج مدخل قصر العدل اثناء دخوله للقصر، وأرداه قتيلا .. / نقل من موقع joindependent.com.

Follow Us