Articles Arabic

ليس من العدل تحميل اسباب فشلنا على نجاح الاخوة الاشوريين في الحفاظ على هويتهم

الكاتب: حمورابي الحفيد

لنبدا من حيث انتهى العنوان اعلاه:

                                                    لماذا نجح الاخوة الاشوريين في الحفاظ  على هويتهم القومية؟

اولا اود ان اهنيء اخوتنا الاشوريين في نجاحهم في الحفاظ على شخصيتهم، واعتزازهم بها رغم كل المحن والكوارث التي مرت بهم من اكليروس وقيادات اجتماعية. بهذه المناسبة لا يسعني الا ان اعبر عن اعتزازي بما هم عليه اليوم من وجود فاعل على كل الصعد.. تحياتي القلبية مع اماني النجاح في  كل تحرك عقلاني وصائب منهم في خدمة تطلعاتهم.

من وجهة نظري الى الامر يعود ذلك الى الخط الثابت الذي تبنته القيادات الاشورية الكنسية منها والمدنية على السواء، اذ انهم منذ تبنيهم المسيحية فصلوا بين هذه وذاك، اي ان كنيسة المشرق النسطورية ادركت بذكاء خطورة الخلط بين الاثنين واتبعت قول المعلم الصالح وقرأته قراءة حكيمة ومدركة: اعطوا لقيصر ما لقيصر واعطوا لللاه  ما لللاه.

 هذا الذي انقذهم من الفناء، اذ ان رجال كنيستهم لم ينسوا لحظة واحدة في ممارساتهم السياسية والاجتماعية والدينية تاكيد اشوريتهم، بجانب ذلك تعميق ايمانهم المسيحي، حتى ان تطلبت المسوؤلية منهم ان يتصدروا الصفوف في الدفاع عن قومهم في تاريخهم لم يترددوا في تبوأ الصدارة. فكان رجال كنيستهم دائما سندا لتنظيماتهم السياسية وعملوا يدا واحدة لاثبات وجودهم على الساحة السياسية رغم قلة عددهم، لكن استعدادهم للدفاع عن حقوقهم نالوا اعتراف العدو والصديق بوجودهم واكبر دليل على نجاحهم هو استحواذهم على كل المقاعد المخصصة لما يسمى بالمكون المسيحي تقريبا في ثلاث دورات انتخابية لانهم سخروا كل امكانياتهم لبلوغ هذا الهدف مدعومين من كهنوتهم بما لهم من تاثير في توجيه رعيتهم.

كل هذا الوجود الحي على الساحة وهذا الزهو الذي يبدونه في اظهار اعتزازهم بقوميتهم واصولهم، لم ينل هذا من قوة ايمانهم بمسيحيتهم بل خدموا الاثنين معا لان بقوة كليهما يتحقق وجودهم وتتعزز شخصيتهم، انهي هذا القسم من المقالة:

بتكرار تحياتي لهكذا رآسات امينة ومخلصة لقضايا شعبها ومؤمنيها لا يسعني الا اختم مبروك لكم ايها الاخوة.

الان لنذهب الى مقدمة العنوان:

لماذا فشلنا في تحقيق ذاتنا ونجحنا في الغائها؟

ليس من حقنا ان نعاتب الاخرين على نجاحهم، لكن علينا ان نواجه عارنا الذي لم يكن الا من صنع ايدينا. يبدو ان الانحراف بدا منذ انفصال كنيستنا عن الكنيسة المشرقية، وانفراد كهنوتها في تبوء المسوؤلية الكاملة والتمثيل المطلق لمكون شعبنا الكلداني، ومن المضحك المبكي ان كنيستنا سميت زورا بالكاثوليكية الكلدانية لانها لم تظهر اشارة واحدة في هذا الاتجاه منذ تاسيسها حتى اللحظة. ارادت دائما  ان تكون اي شيء او حتى لا شيء فقط ان لا تكون كلدانية يا للعار!

والمصيبة كل هذا الجحود برر وحملت تبعاته الرسالة السامية الفريدة في تاريخ البشرية لرب المجد يسوع المسيح اذ تبنى كهنوتنا ظلما مقولة المعلم الصالح كذريعة لالغاء وافناء وجودنا من بين الاعراق الحية على الارض من دون جميع البشر، كل البشر اعتزوا بالطبيعة التي خلقوا عليها  ولم نكن وحدنا من تكثلك او تمسح اذ ان هذا لا يلغي الكينونة التي خلق عليها الانسان الا نحن ازلنا ذاتنا بارادتنا، وكان هذا اكبر نجاحاتنا حيث اساء القائمين على امور شعبنا من الادارات الكنسية المتعاقبة مقولة المعلم الصالح: ان مملكتي ليست من هذا العالم.

لا غبار على هذه المقولة لكن استثمرت من قبل اكليروس  كنيستنا بشكل مجحف اساء لايماننا بالغاء ذواتنا، حيث كان الخطاب الكنسي دوما يهدف الى سحق كل شعور لدى المؤمن بالاعتزاز بكينونته، واشعاره دوما بانه خاطيء ومذنب ويجب ان يتذلل مطأطيء الراس كي تشمله الرحمة الالاهية طبعا عن طريقهم – لانهم بوابة المرور – وكأن الله لا يرحم الا الاذلاء و المعوومين الذين تنكروا لنعمته بهم، اذ انه  خلقهم على صورته لماذا هذا النيل من كرم الله؟

باذلال وتحقير ما بارك به مخلوقاته ولم يكتفي بهذا بل خاطبهم ابنائي بكل ما تحويه الكلمة من محبة لا متناهية، فاين مكان التحقير الاكليروسي للمؤمنين وما اراده الله فيهم؟ الله لا يريد قطيعا من الحقراء او المحتقرين كما صوره الوعظ الدائم من منابر كنائسنا.

والخطيئة الكبرى للادارات الكنسية المتعاقبة انها عملت ولا زالت تعمل على التفرد في تمثيل ابناء الكنيسة دنيويا وروحيا، وقطعت الطريق دوما على اي فرد او جهة او مجموعة تريد الظهور كقيادات اجتماعية وتعمدت في تهميشهم والتنكر لوجودهم بل محاربتهم باساليب منحطة. وحتى اليوم مثلا اتحدى ان نطق احد الاباء في احدى الكنائس في دعم المرشحين اليتامى من الكلدان للانتخابات، ان سالتهم لماذا عندها سيجيبون بانهم لا يتدخلون في السياسة وهذه حجة باطلة.

ان كنتم تدعون تمثيل مصالح هذه الفئة المبتلية بكم فكيف ستدافعون عنها ان لم تتدخلوا في السياسة، وماذا في الحياة ما هو غير سياسي؟؟

تحذرني واقعة لا زالت كلماتها تصم اذاني حيث سنة 1960 كنا نحتفي برسامة كاهنين من اهلنا، احدهم ابن عمتي والثاني ابن خال والدي واخوة اعزاء لي واصدقاء العمر، فعندما جاء دور الثاني لتقديم نفسه للحضور قال الاتي ليته لم يقلها: انا العبد الحقير فلان الفلاني. صدمت يومها كيف نجح من علم هذا المسكين ان يحتقر ذاته الى هذه الدرجة بحجة انه يزداد تقربا الى الله؟

اشك كثيرا ان كان هذا يرضي الله الذي جسده مسيحنا، والانكى من هذا قرات قبل ايام قسا لبنانيا يختم نداء له في قضية انسانية يختمها بخادمكم الحقير فلان الفلاني، فما الحياة التي تنتظر من بشر سلبت انسانيتهم وازالت كل اثر فيهم لاكرام واحترام ذواتهم ظانين انهم يتقربون الى اله المحبة والى الاب الذي يريد ان يفتخر بابنائه!!!!

واليوم تمر كنيستنا باسوأ حالاتها لانها لا تكتفي بالتنكر لهويتها الكلدانية بل انها تقاطع وتحارب  وتهمش كل رمز او كل من يتجرأ ان يدعي انه كلداني، فنلاحظ سيدنا البطرك العتيد دام ظله انه حاول ان يكون كل شيء عدى ان يتهم انه كلداني.

فبذل محاولات يائسة ان يتأشور فرفض بقساوة، ثم حاول ان يتعشور ايضا فخرج خالي الوفاض اذ انه بدا بتلاوة ايات قرانية في الكنيسة لكنه لم يتمكن من تجويدها، ثم لف المذبح بعلم الغزو البدوي لوطنه والذي تحته ذبح اجداده على بركة الله، والذي اعتبر زورا علما لبلادنا، هذا اضافة الى تكراره دوما انه ما نراه اليوم ليس الاسلام الذي نعرفه علما انه يعلم ان حتى الاخوة المسلمون لا يصدقون ذلك لانهم اعلم منى ومنه بانه هذا هو الاسلام الحقيقي، كل هذا دون ان يطلب منه ذلك.

لماذا هذا التلذذ بالذلال الذي دام 14 عشر قرنا وحالنا من سيء الى الاسوا ونحن على عتبة الفناء!!!؟؟؟

أخيرا تمعنت في الصورة التي نشرت حول لقاء سيادته مع ممثل الحكومة الامريكية وكان وراء الاخير العلم الامريكي اما وراء البطرك فكان هناك علم او وصلت قماش ذات لون برتقالي لم اتمكن من التعرف عليها ربما كانت افغانية او شيشانية المهم ان لا تكون كلدانية، المهم في الامر هو خلو مكتبه من اي رمز بابلي او كلداني كي لا يتهم، لان الكلدانية  كما يبدو هي عار في مفهوم سيادته، واخيرا يسمع من غبطته كمخرج للتنكر والانقلاب على الذات انه سرياني الهوية، فاي حياة او امل او مستقبل لفئة بشرية يتنكر زعمائها لذواتهم ويحتقرون كينونتهم الى هذه الدرجة؟؟؟؟

لهذا ان فنائنا هو من صنع ابائنا الاجلاء ماشاء الله، فان كنا نحن ازلنا انفسنا باختيارنا واردنا ان نصبح سماويين اكثر من الملائكة فلماذا لا نهنيء من يحبون الحياة الدنيا على نجاحهم في كسب الاثنين؟؟

لي مقالات اخرى بهذا الشان على مواقع كلدايا نت قبل الاحتلال والقوش نت الذي لا  يزال حرا من السطوة المعباة بالمحبة الكهنوتية المسرطنة.

منها ( لقد فشلنا في ايجاد توازن بين كلدانيتنا وايماننا المسيحي، واخر- لا انبعاث للامة الكلدانية الا بخروجها من تحت عبائة رجال الكنيسة- و- ساعة اصلاح الكنيسة الكاثوليكية تدق بالحاح- و وغيرها) املي ان لا اكون قد ظلمت  بعضا ممن ليسوا على هذا النهج لكنهم مقموعين
لان من يشك في انه يحمل بعضا من مشاعر قومية كلدانية سيحرم الى سابع جد له، لهذا اعتذر لهم ان وجدوا.. خالص محبتي للجميع حتى من تسبب ويتسبب في فنائنا..تحياتي للقاريء الكريم.

About the author

Kaldaya Me

Comment التعليق

Click here to post a comment
  • الكاتب الكريم حمورابي الحفيد،

    اشاركك الرأي في مقالك، واردت ان اضيف بعض الحقائق التي رأيتها من ضمن الموضوع ولكني جمعتها في مقالة ورَدٍّ في نفس الوقت مع الشكر

Follow Us