Articles Arabic

هل يحق للبطريركية الكلدانية أن تُجرّد الأب نوئيل كوركيس كلدانيته؟

سعد توما عليبك

[email protected]

  بتاريخ 28/07/2016 نشر موقع البطريركية الكلدانية توضيحاً حول موضوع (الأب نوئيل كوركيس الذي خدم الكنيسة مدة 27 عاماً) موقعاً من قبل المطران شليمون وردوني المدبر الرسولي لأبرشية مار بطرس الكلدانية في سان دييغو الأمريكية جاء فيه:

إخوتي اخواتي الاحبّاء مؤمنو ابرشية مار بطرس الكلدانية     أودّ أن أوضح لكم أمراً قد يؤلمنا جميعا لأنه يخص الكنيسة وسمعتها إذاً يخص كل واحد منا. كما أنّه متعلّق بالحقيقية لأن اشاعات الطابور العاشر هي ضد الحقيقية فعلينا أن نوضح كل شيئ لئلاّ تُنشر الأكاذيب التي تغطي الحقيقة وتشكّك المؤمنين. يجب أن تعرفوا الحقيقة من المنبع ولا يغشّكم احد.     لقد تمَّ اعفاء القس نوئيل كوركيس من الخدمة الكهنوتية في الكنيسة الكلدانية فقط لأنه تكلم كثيراً وبطريقة غير لائقة بكاهن خادم المسيح. لقد عبر حدود اللّياقة واهان رئيس كنيستنا بكلامه…     قلنا له بأن يُفتّش عن كنيسة غير الكنيسة الكلدانية للعمل فيها فلم نطلب منه العودة إلى العراق كما قال في وسائل الاعلام فإذا كان صادقاً فلينشر الرسالة في الاعلام.     كما لا يحق له قانونياً الاحتفال بالقداس حسب الطقس الكلداني ولا في بيوت المؤمنين وان استمر فسوف تُتخذ بحقه الاجراءات القانونية كما هي في الحق القانوني لان ما يقوم به هو زرع الفتنة والانقسام ونحن نريد المحبة والوحدة.  + المطران شليمون وردوني  المدبر الرسولي لأبرشية مار بطرس الكلدانية  http://saint-adday.com/?p=13981 

والتوضيح أعلاه يبين لنا ثلاثة نقاط مهمة لنعطي فيها رأينا:

 النقطة الأولى: يؤكد التوضيح بأن اعفاء الأب نوئيل هو بسبب خلاف شخصي بينه و بين رئيس الكنيسة الكلدانية (البطريرك مار لويس ساكو).

و في رأي الشخصي كان المفروض بالبطريرك أن يقلب إجراءاته بهذا الخصوص بإتجاه آخر يكسب فيها وُد هذا الكاهن و مؤيديه و يبعد الأبرشية عن شبح التقسيم و تشكّك المؤمنين، أي أن يقوم البطريرك بإصدار عفو عن كل من يظنه قد أساء أليه في السابق عملاً بتعاليم الرب، و بذلك يقفل ملف أبرشية مار بطرس بطريقة سلمية، عندها سيستقبل جميع المؤمنين هذا العفو برحابة صدر وهم يثنون على تقليد البطريرك للمخلص يسوع المسيح في هذا المجال، فيسوع قد تحمّل أنواع الإهانات و العذابات في حياته البشرية لكنه في النهاية سامح الجميع و طلب من ربه أن يرحمهم.

قداسة البابا الراحل، يوحنا بولص الثاني هو أيضاً قد سامح من حاول اغتياله، و من ثم زاره في سجنه و صلّى من أجله.

فأين غبطة أبينا البطريرك من كل هذا؟ وهل بإعفائه ستزداد الكنيسة قوة و ثباتاً ؟

 النقطة الثانية: جاء في التوضيح : ” قلنا له بأن يُفتّش عن كنيسة غير الكنيسة الكلدانية للعمل فيها”

فالراهب أو القس عندما أعفي عن خدماته في أبرشية ما، فإن علاقة الأبرشية به تنتهي عملياً و إدارياً و بذلك ليس من حق الأبرشية أن تقترح عليه ما الذي يفعله بعد ذلك، يعمل ام لا يعمل، و في أية كنيسة يعمل إن أراد. علماً إن من حق أية أبرشية كلدانية خارج العراق أن تستدعيه ليمارس فيها حقه الطبيعي ككاهن كلداني و من دون حاجة الرجوع الى ابرشية ماربطرس أو البطريركية الكلدانية.

 النقطة الثالثة: جاء في التوضيح هذا المقطع “ كما لا يحق له قانونياً الاحتفال بالقداس حسب الطقس الكلداني ولا في بيوت المؤمنين وان استمر فسوف تُتخذ بحقه الاجراءات القانونية كما هي في الحق القانوني لان ما يقوم به هو زرع الفتنة والانقسام ونحن نريد المحبة والوحدة.”.

هل هناك من يستطيع أن يطّلعنا على النص القانوني الذي يمنع من هم خارج ابرشيات البطريركية الكلدانية من الاحتفال بالقداس الكلداني؟

يعني ممنوع أن يحتفل الكاهن الآثوري بالقداس الكلداني اذا اراد، و ممنوع ان يحتفل الكاهن اللاتيني بالطقس الكلداني إن أراد .. وهلم جرا….!!!! و هل الطقس اكلداني أنزل من الرب على البطريركية الكلدانية خصيصاً؟؟

و ماذا إذا آمنت مجموعة من خلفية غير مسيحية بالمسيح وقبلته مخلصاً و رباً لها، ثم بدأت تجتمع في بيت احدهم كل اسبوع لتحتفل بالقداس حسب الطقس الكلداني؟؟ ما هو القانون الذي يمنعهم من ذلك؟ و ما هي إجراءات الكنيسة الكلدانية ضدهم؟.

يبدو بأن سيادة المطران شليمون وردوني و إعلام البطريركية قد نسيا بأن الأب نوئيل أمريكي الجنسية و كلداني القومية ، و إن القانون يسمح له و لمن معه بأن يؤسسوا لهم كنيسة خاصة بهم ، و يصنفونها بالكلدانية أيضاً، حالها كحال أية مؤسسة اجتماعية او ثقافية في البلد. فإذا كانت هناك مثلاً جمعية بإسم جمعية أكد الكلدانية، فمن حق أية مجموعة أخرى أن تؤسس و تسجل لها جمعية تحت اسم جمعية أور الكلدانية….. و لو فرضنا بأن الأب نوئيل مع مجموعة من المؤمنين قدموا طلباً رسمياً لتأسيس و تسجيل كنيسة تحت اسم ( كنيسة بابل الكلدانية)، فإن القوانين المتّبعة في البلد ستسمح لهم بذلك حتماً.

ملخص الكلام بأن ابرشية ماربطرس و البطريركية الكلدانية قد يتمكنّا من إعفاء الأب نوئيل من ممارسة حقه فيهما، لكن ليس من حق كائن من كان و ليس من حق أية مؤسسة دينية أو غير دينية من أن تسلبه حقه في قوميته و تجرّده من كلدانيته.

أما من يريد الوحدة و يتعامل بالمحبة ولا يريد للكنيسة الإنقسام…يجب ان يراجع قراراته بكل شجاعة و يُبعد الأمور الشخصية عن الأمور الكنسية..

Follow Us